لا أجرؤ على إبطال مفعول الوسواس..!
في الممر الأبيض الطويل للطابق الأرضي من المستشفى والمؤدي لباب الخروج والدخول..، شاهدت شخصا يدخل من الباب، شخصا لا أعرفه، حدقت إليه حتى تجاوزته، ألتفت للخلف أكملت التحديق إلى الشخص الذي لا أعرفه حتى غاب في أول منعطف يُخرجه من الممر الأبيض الطويل..، خرجت من الباب وغبت أنا أيضا..!، بعد عام، عام كامل، 2024م، عام دارت فيه الكرة الأرضية حول نفسها ثلاثمائة وخمسة وستون مرة، شهد العالم أحداثا كبرى، في السعودية انجازات في مجال الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية والسعي لتحقيق الحياد الصفري عام 2060م، سقوط حكومة بشار الأسد وهروبه، انتخابات في أكثر من ستين دولة حول العالم، استمرار الحرب في غزة وخسائر بشرية كبيرة، جماعة الحوثي تواصل هجماتها على السفن التجارية في البحر الأحمر، اكتشاف حصى في كليتي أجريت ثمانية جلسات ليزر لتفتيتها، الطبيعة تكشر عن أنيابها، تضرب بالزلازل والأعاصير والفيضانات وحرائق الغابات في مناطق مختلفة من هذه الكرة الأرضية التي تدور حول نفسها في العام الواحد، ثلاثمائة وخمسة وستون مرة..!، كتبت مجموعة من النصوص، وضعت لايك لبعض التغريدات على منصة x، قرأت عدد من الكتب وأيضا بعت عدد من الكتب لمكتبة لشراء وبيع الكتب المستعملة، “نبيع ونشتري الكتب المستعملة” هذه العبارة تتصدر واجهة المكتبة، تضحكني عبارة الكتب المستعملة..!، نعم، تضحكني، أحيانا، أحتاج أن يكون منسوب السخرية أكثر من التشاؤم حتى يحق لي أن أنتقد..!، الساعات تجري سريعا، الأيام تجري سريعا، الشهور تجري سريعا، شعور شائع بين الناس أن الزمن أصبح أسرع وأننا نعيش في نهايته..!، الجميع يعاني من هذا الوسواس، ولست مضطرا لعمل استبيان لجمع الآراء..!، وليس لدي الوقت الكافي لتحليل هذا الشعور..، ماذا لو قلت أن الوجبات السريعة سبب بقائنا على قيد الحياة..؟!، إنها تلاءم هذا الزمن السريع..!، نعم، تلاءم هذا الزمن الهارب السريع، السريع، السريع..، مازلت حريصا على البسملة قبل أن أتناول وجبتي السريعة، هكذا أكون مطمئنا أن الشيطان وغير الشيطان لا أحد يشاركني وجبتي السريعة المباركة..، عام كامل مر مرور الكرام..، يطل علينا عام 2025م، تقص شريطه ليلى عبداللطيف بنبواتها التي تقرأها بثقة العرافة صاحبة الكرة السحرية البلورية التي تستشرف أحداث المستقبل لعالمنا,,!، لكنها لم تذكر عني شيئا، ... ربما نبوتها لا تشمل كل مخلوقات الله الذين يعيشون في الكرة الأرضية التي تدور حول نفسها ثلاثمائة وخمسة وستون مرة في العام الواحد..، نعم، لم تذكر عني شيئا، الزمن يكرر نفسه بالمقلوب..!، فجأة أجد نفسي، فردا نشطا في لعبة مصيرية، لعبة تبادل الأدوار...!، أنا الآن في الممر الأبيض الطويل للطابق الأرضي من المستشفى، شاهدت الشخص الذي لا أعرفه يتجه للخروج من الباب الذي دخلت منه، كان يحدق إليّ حتى تجاوزني، حتما، ألتفت خلفه وأكمل تحديقه إليّ حتى غبت في أول منعطف أخرجني من الممر الأبيض الطويل..، خرج من الباب وغاب هو أيضا..!