السريحي الذي وضع الصداقة في معناها، وارتوت معه من جميع صفاتها.
الصداقة في العربية من الصدق، وفي بعض اللغات الأوروبية من الحب. حظي أصدقاء د. سعيد السريحي بصدقه، وبحبه في آن واحد. للسريحي قلب يتسع لكل البشر؛ ولأصدقائه مكانهم الخاص في هذا القلب الكبير. يعتني بالصديق عناية فائقة، يسأل عنه، يقف معه في الحضور، والغياب، والمحنة. يتضامن معه قولا وفعلا. يشعرُ الصديق معه بالحرية (التي تتيح له قول كل ما يرغب بقوله). يرى أن من واجب الصديق نحو صديقه أن يتقاسم معه جزءًا كبيرا من لحظات الحياة المفعمة بالجمال والإنسانية. يحب صديقه لذاته وليس لماديّاته. يعي أن الصداقة منزّهة عن النفعية وأنها لذاتها ولحد ذاتها. في زمن خُدع كثير بأشباه الأصدقاء، لم يخطئ سعيد السريحي باختيار أصدقائه. يرى أن الصداقة نعمة، ومن الملذات الخالدة، وأنها فعل تشييد مستمر لا يستحقها إلا من اعتنى بظروف إنتاجها. يحمل أصدقاءه معه في أعماق قلبه ووجدانه. في كل لقاء مع الأصدقاء، يحرص -قدر ما يستطيع- على توجيه بوصلة الحوار في اتجاه الجمال ونمو الإنسان. يرى أن الصداقة (يجب) أن تتوجس من التشابه وتُعلي من الاختلاف الذي به تزدهر الأرواح، وتتمازج العقول، وبه تتم مساءلة منظومة القيم والنظرة للإنسان والوجود. أسأل الله أن يرد لنا الصديق الغالي الدكتور سعيد السريحي ردًّا جميلًا.