شَوْقِي.. أَمِيرُ القَوَافِي.
أَمِيرَ القَوَافِي والحِسَانِ الخَوَالِدِ إِليْكَ تَهَادَى البَوْحُ بَوْحُ القَصَائِدِ أَمِيرَ القَوَافِي.. والقَوَافِي هَوَاطِلٌ مَعَانِيَ كالشَّهْدِ المُصَفَّى لِوَارِدِ إِذَا قَامَ سُوقُ الشِّعْرِ تُعْطَى لِوَاءَهُ وَتُكْسَى ثِيَابَ الفَخْرِ مِن كُلِّ تَالِدِ وَكَمْ صَالَ بَيْنَ العُرْبِ مِن نَابِغٍ لَهُ صَهِيلٌ!.. وَتَبْقَى أَنْتَ رَبُّ الفَرَائِدِ بَيَانٌ وإِبْدَاعٌ وَذِكْرَى وَحِكْمَةٌ وَفَلْسَفَةٌ كَالْوَشْيِ في ثَوْبِ رَاغِدِ وَعُمْقٌ وَتَأْصِيلٌ.. خَيَالٌ سَرَتْ بِهِ بَلَاغَةُ مُلْتَاعٍ وَإِحْكَامُ نَاقِدِ شُمُولٌ.. وَأَغْرَاضٌ علَى كُلِّ وِجْهَةٍ وَإِنْطَاقُ طَيْرٍ حُوَّمٍ وَالْأَوَابِدِ وَعَاطِفَةٌ رَشَّتْ قَوَارِيرَ عِطْرِهَا علَى أَحْرُفٍ صُفَّتْ كَنَظْمِ القَلَائِدِ لِسَانُكَ لَم يَعْرِفْ سِوَى الشِّعْرِ صَنْعَةً وَفِكْرُكَ مَفْتُونٌ بِحَبْكِ المَشَاهِدِ وفِي رُوحِكَ الإِنْسَانُ والذَّوْقُ تَمَّمَا خَيَالًا طَحَا واشْتَفَّ مِن كُلِّ شَاهِدِ سَلَامٌ لشَوْقِي ما زَهَا الشِّعْرُ وَارْتَوَى طَرُوبٌ وَغَنَّى الحُبَّ في سَمْعِ نَاهِدِ إذَا قِيلَ «شَوْقِي» غَنَّتِ الوُرْقُ وَانْثَنَى لَهُ المَجْدُ.. وَاهْتَزَّْتْ مُتُونُ الجَلَامِدِ وَدَانَتْ لهُ الأَوْزَانُ.. أَدْنَتْ رُضَابَهَا وَأَجْرَتْ بُحُورُ الشِّعْرِ نَهْرَ الفَوَائِدِ أَلَا أَيُّهَا المَرْوِيُّ ذَوْقًا وَرِقَّةً وإِحْسَاسَ فَنَّانٍ وإِخْبَاتَ عَابِدِ وَيَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ تُشْجِيهِ نَغْمَةٌ وَتَشْقِيهِ أَنَّاتُ العَيِيِّ المُكَابِدِ وَيَا مُرْهَفَ الإِحْسَاسِ تُبْكِيهِ دَمْعَةٌ وَتُغرِيهِ أَحْلَامُ الصَّبِيِّ المُجَالِدِ وَتُسْلِيهِ رَوْضَاتٌ حِسَانٌ وَأَنْهُرٌ وَيُمْلِي عَلَيهِ الوَجْدَ صَوْتُ المَعَابِدِ فَيَنْدَاحُ نَهْرُ الشِّعْرِ عَذْبًا مُطَبِّبًا قُلُوبًا.. وَيَمْضِي مُسْتَطَابَ العَوَائِدِ لَأَنْتَ الذِي زَكَّى النُّفُوسَ بَيَانُهُ وَفَجَّرَ طَاقَاتِ الأَنَا والسَّوَاعِدِ وَطَوَّفَ بالتَّارِيخِ وَاسْتَنْهَضَ المَدَى وَرَوَّى حُقُولَ الفِكْرِ مِن كُلِّ رَافِدِ وَأَحْكَمَ وَصْلًا بالأَصَالَةِ وَاحْتَفَى بِمَا فِيهِ تَجْدِيدٌ لِأَسْمَى المَقَاصِدِ وَأَعْلَى لِوَاءَ الشِّعْرِ.. أَجْرَى شِرَاعَهُ وَأمْضَى لهُ ذِكْرًا سَرَى في الأبَاعِدِ حُرُوفُكَ كَم يَسْمُو بهَا الذَّوْقُ مِثْلَمَا بِأَرْوَاحِنَا تَسْمُو عُيُونُ الخَرَائِدِ! تَطِيبُ لنَا الأَيَّامُ مَا فَاحَ بَيْنَنَا قَصِيدٌ لشَوْقِي وانْزَوَى سُوقُ كَاسِدِ وَتَزْكُو بِنَفْحِ الشِّعْرِ.. خِصْبٌ خَيَالُهُ هُوَ السِّحْرُ يَمْضِي طَيْفُهُ في تَصَاعُدِ سَقَى اللهُ أَيَّامًا لِشَوْقِي أَحَالَهَا رَبِيعًا.. وَأَغْنَى الشِّعْرَ مِن كُلِّ خَالِدِ وَطُوبَى لِرُوحِ الضَّادِ.. شَوْقِي شَدَا بِهَا علَى كُلِّ بَحْرٍ فَاعْتَلَتْ في الأَمَاجِدِ