فنان الكاريكاتير عبدالحكيم بامهير (حكيم)..

أركز على البساطة لجعل الكاريكاتير أكثر تأثيرًا.

في عالم الفن والإبداع، يتجلى الكاريكاتير كفن فريدة يلتقط الأبصار والعقول، ويصنع البسمة على الوجوه، ومن بين المواهب اللامعة في هذا المجال؛ نجد رسام الكاريكاتير السعودي عبدالحكيم بامهير، أو «حكيم»، الذي يمزج بين الفكاهة والحنين والتعبير الفني بطريقة متقنة ومبدعة، حيث يجيد رسم البورتريهات وتصوير الشخصيات بأسلوب فكاهي مميز، محاولًا إيصال رسالة أو تعبير معين بأقلامه البسيطة، الفنان حكيم هو عضو في الجمعية السعودية للفنون التشكيلية «جسفت»، وسبق وأن شارك في العديد من المعارض الفنية، في هذا الحوار سنتعرف على رؤيته لفن الكاريكاتير وتأثيره في المجتمع السعودي، بالإضافة إلى تجربته الشخصية في الإبداع والتعبير الفني. * كيف تطورت مهاراتك في رسم الكاريكاتير منذ بداياتك وحتى الآن؟ ** تطورت مهاراتي بالتدريب المستمر والاطلاع والممارسة، فالتدريب المنتظم هو العمود الفقري لتطوري، لم أتوقف يومًا عن رسم الكاريكاتير، مما ساعدني على تحسين تقنياتي وصقل أسلوبي الخاص. بالإضافة إلى ذلك كنت دائم الاطلاع على أعمال كبار فناني الكاريكاتير، سواء المحليين أو العالميين، مما أتاح لي الفرصة تعلم تقنيات جديدة واستلهام الأفكار، ولا شك الممارسة العملية في المعارض الفنية والتفاعل مع الجمهور والنقاد أيضًا لعب دورًا حيويًا في صقل مهاراتي. * كيف تختار الشخصيات التي ترسمها في كاريكاتيراتك؟، وما هي الأمور التي تلهمك لاختيار موضوعاتك؟ ** عند اختيار الشخصيات والمواضيع لأعمالي الكاريكاتيرية، أركز على الشخصيات المعروفة وذات الكاريزما الجذابة والتي تحظى بشهرة واسعة، هؤلاء الشخصيات غالبًا ما يكون لهم تأثير كبير في المجتمع، مما يجعل من السهل أن يتفاعل الجمهور مع الرسومات ويفهم الرسائل الكامنة وراءها. * كيف تنجح في جعل رسوماتك الكاريكاتيرية تنطق بلغة فكاهية وفنية في آن واحد؟ ** نجاحي في جعل رسوماتي الكاريكاتيرية تنطق بلغة فكاهية وفنية يعود إلى عدة عوامل، إذ أحرص على تطوير حس فكاهي خاص بي، يعتمد على ملاحظاتي الدقيقة للحياة اليومية والشخصيات العامة، وهذا الحس الفكاهي يتم تجسيده من خلال تفاصيل صغيرة وإيماءات تعبيرية في الرسومات، مما يضفي عليها طابعًا مرحًا وساخرًا، بالإضافة إلى ذلك، أحرص على دمج عناصر فنية مبتكرة في رسوماتي، من خلال اللعب بالألوان والخطوط والتفاصيل الفنية الدقيقة، مما يضفي على العمل طابعًا فنيًا مميزًا يجذب الأنظار ويحافظ على اهتمام المشاهد، وبهذا الشكل أتمكن من خلق توازن مثالي بين الفكاهة والفن في كل رسمة. * ما هو دور التكنولوجيا في عملك الفني؟، أقصد كيف تستفيد منها في تحسين جودة وسرعة إنتاج رسوماتك؟ ** لا يمكن إنكار دور التكنولوجيا في تعزيز جودة أعمالي وسرعتها ومواكبتها للأحداث الجارية، استخدام الأدوات الرقمية وبرامج الرسم الحديثة ساعدني في إنتاج رسومات دقيقة وجذابة بسرعة أكبر، مما يتيح لي التفاعل مع الأحداث والتطورات بشكل فوري تقريبًا، التكنولوجيا أيضًا ساعدت في انتشار أعمالي بشكل واسع وسريع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعل رسوماتي تصل إلى جمهور أكبر في وقت قصير. * برأيك؛ ما هي العناصر التي تجعل أي رسم كاريكاتير ناجحًا من الناحية الفنية؟ ** برأيي، هناك عدة عناصر تجعل أي رسم كاريكاتيري ناجحًا من الناحية الفنية، قبل كل شيء الاهتمام بأدق التفاصيل، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، فهذا مفتاح النجاح، فالتفاصيل الدقيقة تضيف عمقًا ووضوحًا للرسمة، مما يجعلها أكثر حيوية وتعبيرًا، كما يجب أن يكون هناك توازن جيد بين الفكاهة والنقد، حيث يجب أن تقدم الرسمة رسالة واضحة ومفهومة، ولكن بطريقة مرحة وذكية تجذب المشاهد وتجعله يتفاعل معها، كما أن استخدام الألوان بشكل فعال يمكن أن يبرز عناصر معينة في الرسمة ويضيف إلى جاذبيتها البصرية، ويُضاف إلى ذلك التكوين الفني والتوازن بين العناصر المختلفة في الرسمة، وهو ما يلعب دورًا مهمًا في جعل الكاريكاتير يبدو منظمًا وجذابًا. وأخيرًا، يجب أن تكون الرسمة بسيطة وواضحة، حيث يمكن للمبالغة في التفاصيل أن تشتت الانتباه عن الرسالة الرئيسية، التركيز على البساطة والوضوح يجعل الرسمة أكثر تأثيرًا ويسهل فهمها وتقديرها من قبل الجمهور. * كيف تتعامل مع التفاعلات المختلفة التي تتلقاها من الجمهور حيال أعمالك؟، هل تؤثر هذه التفاعلات على توجهاتك الفنية في الأفكار او اختيار موضوع الرسومات؟ ** بالتأكيد، أتقبل التفاعلات المختلفة من الجمهور بترحيب كبير وأعتبرها جزءًا مهمًا من عملية الإبداع الفني، وأرى أن ردود الفعل ـ سواء كانت إيجابية أو سلبية ـ تقدم لي نظرة ثاقبة حول تأثير أعمالي وتفاعل الناس معها، فالنقد البناء يساعدني على تحسين مهاراتي وتطوير أسلوبي، بينما التشجيع يعزز من ثقتي ويدفعني للمزيد من الإبداع، هذه التفاعلات تؤثر بالفعل على توجهاتي الفنية، حيث أستفيد من آراء الجمهور في اختيار مواضيع جديدة وأفكار مبتكرة لرسوماتي. * كيف تختار الشخصيات العامة التي ترسمها في كاريكاتيراتك؟، أقصد ما هو المعيار الذي تعتمده لاختيار الأشخاص المشهورين أو المعروفين؟ ** عند اختيار الشخصيات العامة لرسمها في كاريكاتيراتي، أحرص على اختيار المشاهير الذين يحظون بشعبية واسعة ويحبهم الجمهور، المعايير الأساسية التي أعتمدها تتضمن شهرة الشخص وتأثيره في المجتمع، أحب أن أرسم شخصيات تجذب انتباه الناس وتثير تفاعلهم، مثل الفنانين والرياضيين ممن يتمتعون بقاعدة جماهيرية كبيرة، هذا يساعد في جعل الرسومات أكثر صلة وقربًا من الجمهور، بالإضافة إلى ذلك أراعي الأبعاد الكاريكاتيرية للشخصية، مثل الصفات الجسدية والتعبيرية التي يمكن تضخيمها بشكل فكاهي لإبراز الرسالة أو النقد المطلوب، وبهذا الشكل أتمكن من تقديم أعمال تتفاعل مع الجمهور بشكل فعال وتعكس اهتماماتهم وقضاياهم اليومية. * كيف ترى تطور فن الكاريكاتير في السعودية من ناحية المواضيع المتناولة أو الأساليب المستخدمة على مدى السنوات الأخيرة؟ ** شهد فن الكاريكاتير في السعودية تطورًا كبيرًا على مدى السنوات الأخيرة، سواء من ناحية المواضيع المتناولة أو الأساليب المستخدمة، هذا التطور يعكس التغيرات الكبيرة التي تشهدها المملكة في مختلف المجالات، سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية، المواضيع أصبحت أكثر تنوعًا وشمولية، مما يعكس مدى انفتاح المجتمع السعودي على مختلف القضايا العالمية والمحلية، كما أن الأساليب الفنية المستخدمة تطورت بشكل ملحوظ، مع اعتماد الرسامين على التكنولوجيا والبرامج الرقمية، مما أدى إلى تحسين جودة الرسومات وزيادة دقتها، هذا التطور في الأساليب ساعد على جذب جمهور أكبر وجعل فن الكاريكاتير أكثر تأثيرًا وانتشارًا. * هل تعتقد أن هناك تفاعل أكبر مع فن الكاريكاتير في المجتمع السعودي اليوم، لا سيما وأنه لم يعدّ قاصرًا على الصحافة والمجلات فقط؟ ** بالتأكيد، هناك تفاعل أكبر مع فن الكاريكاتير في المجتمع السعودي اليوم، خاصة مع انتشاره الواسع عبر وسائل التواصل الاجتماعيK لم يعد فن الكاريكاتير محصورًا في الصحافة والمجلات فقط، بل أصبح جزءًا لا يتجزأ من المحتوى اليومي الذي يتداوله الناس على منصات مثل تويتر أو “إكس”، وإنستغرام، وفيسبوك، هذا الانتشار الذي توفره وسائل التواصل الاجتماعي ساهم في زيادة تفاعل الجمهور مع رسومات الكاريكاتير، حيث يمكنهم مشاركتها والتعليق عليها والتفاعل معها بشكل فوري، كما أن الانتشار الواسع يساعد الفنانين على الوصول إلى جمهور أكبر والتفاعل مع المتابعين، مما يعزز من مكانة فن الكاريكاتير ويجعله أكثر حيوية وديناميكية في المجتمع السعودي. * في الختام؛ ما هي الرسالة التي تحاول أن إيصالها من خلال الكاريكاتير؟ ** من خلال الكاريكاتير، أسعى إلى إيصال الأفكار والأحداث بطريقة سهلة وبسيطة وفكاهية، أرى أن الفكاهة هي وسيلة قوية تقدم نظرة نقدية بناءة للأحداث والمواقف بأسلوب مرح وساخر.