فتحت عينيها مبكراً على روائع من اللوحات التعبيرية، التي كانت معلقة على جدران غرف بيتها، وهي بعمر صغير جداً، مما كانت هذه اللوحات بمثابة التغذية الروحية والبصرية لها. هكذا عشقت الفنانة العراقية إزدهار أسامة، فن الرسم وعالمه الساحر، وكانت بداياتها الأولى وإنطلاقاتها وهي طالبة في مرحلة الدراسة المتوسطة، ساعدتها ظروف عائلتها الفنية في ذلك، حيث كان عمها الفنان العراقي المعروف “عقيل الحديثي” “رحمه الله”، وهو من جيل ما بعد الرواد، في الحركة الفنية العراقية، ومن المشجعين لها والداعم المؤثر لها في مسيرتها الفنية، بشكل مباشر، وكانت اللوحات الإنطباعية الباهرة، ولوحات البورتريت، التي تزين جدران غرف بيتها، بمثابة مدرسة تحاكي رسومها من خلال هذه اللوحات.. فكانت تصبح وتمسي على هذه اللوحات الرائعة. وبدأت تميل إلى الرسم وعالمه الكبير وأصبحت هذه الأعمال حافزاً لها في محاولة تقليد ما تراه أمامها من لوحات فنية للعديد من الفنانين.. حيث حاكت لوحات المستشرقين، واللوحات رواد التشكيل العراقي أمثال الفنانين فائق حسن وحافظ الدروبي وعطا صبري.. وأخرين. قدمت أوراقها الرسمية لغرض الدراسة في معهد الفنون الجميلة، وقد اجتازت الاختبار العملي والنظري، بنجاح كبير، وقبلت في قسم الرسم، وكانت بداية مسيرتها الفنية الأكاديمية الصحيحة بالخط واللون والتكوين والإنشاء.. وكانت مشاركاتها السنوية في معارض المعهد، طوال مدة دراستها فيه.. الذي تخرجت فيه في العام 1988، فضلاً عن مشاركاتها الأخرى في المعارض الفنية قبل وبعد تخرجها من المعهد، وقد حازت على العديد من الشهادات التقديرية لمشاركاتها الفعالة والمتواصلة. فقد شاركت في العديد من المعارض المشتركة التي نظمتها دائرة الفنون التشكيلية، وجمعية الفنانين التشكيليين العراقيين. ومنذ أكثر من ثلاثة عقود فيما مضى من الزمن، عندما هاجرت الفنانة إزدهار أسامة إلى خارج العراق، لظروفها الخاصة، لتحط الرحال نهائياً في (السويد)، وتواصل إبداعها في الرسم، ولكنها لم تقطع أواصر جذورها وبداياتها وذكرياتها الفنية الجميلة عن البلد نهائياً، حيث كانت كل تفاصيل الوطن حاضرة في مخيلتها وقلبها وضميرها، تستحضره في كل مشاركاتها في المعارض والمحافل الدولية. نقوش أولية: وتعتز الفنانة إزدهار، بأول تقليد لأول لوحة كانت للفنان الكبير صلاح جياد، كما تستذكر أيضاً، بعض من ملامح بداياتها: في إحدى السفرات السياحية مع العائلة إلى إيطاليا، وزيارة الفاتيكان شاهدنا الفنانون الأجانب يرسمون التماثيل الضخمة الموجودة في ساحة الفاتيكان، فما كان مني إلا أن أتناول الألوان وبدأت بالرسم أمامهم، فكان الإعجاب الكبير الذي حصلت عليه من قبل هؤلاء الفنانين الذين شجعوني كثيراً على الاستمرار في تطوير هوايتي هذه.. كما تأثرت كثيراً بالفن الكوري، والفن الفارسي في رسم البورتريت كونهما يرسمون بشكل أكاديمي عظيم.. وفيهما شيء من فن المنمنات التفصيلية الزاهية.. كونها تميل إلى المدرسة الانطباعية والواقعية والتعبيرية. ولعشقها العميق بفن الرسم بكل مدارسه الفنية، حيث يستوقفها كل عمل فني مميز إذا كان واقعياً أو تجريدياً.. فقد رسمت الفنانة إزدهار في كل المدارس الفنية، وأستلهمت موضوعات متنوعة، منها الإنطباعية، والسيريالية..