عمرو موسى (سابقاً)
هو: السفير السابق والوزير السابق وأمين عام جامعة الدول العربية السابق والمرشح الرئاسي لمصر السابق ورئيس لجنة الخمسين السابق! «منذ أنهيت آخر مهمة لي في إطار المناصب التي تقلدتها.. أدركت أنني أصبحت (سابقاً) بامتياز». هكذا يصف السيد عمرو موسى نفسه في سيرته الذاتية المعنونة: كتابيه. ليس قليلاً من المسؤولين العرب من لديه مثل هذه ال(صحيفة سوابق) الفاخرة، لكن عمرو موسى بلا شك أحد قلة من هؤلاء من بقي صوته حياً وأثره حاضراً حتى بعد أن أصبحت مناصبه (سابقاً)! أُعجبت بكاريزما عمرو موسى حتى قبل إعجاب شعبان عبدالرحيم به، لكن شعبان سبقني في التعبير عن مشاعره بأغنيته الشهيرة عام ٢٠٠٠ قبل أن أكتب مقالتي في صحيفة الحياة عام ٢٠١٢ متمنياً فوز عمرو موسى برئاسة مصر أمام المرشحين البارزين محمد مرسي وأحمد شفيق. حسناً، ما الذي حثني على هذا الحديث عن عمرو موسى الآن؟ هل عاد إلى المسرح السياسي مجدداً فأحتفل به أم رحل عن مسرح الحياة كاملاً فأرثيه؟ الحقيقة لا هذا ولا ذاك، بحمدالله. ولكني أقلّب في مكتبتي الخاصة فوجدت كتاب (كتابيه) السيرة الذاتية لعمرو موسى يتقافز أمامي فعدت لتصفحه من جديد بعد قراءتي له عام ٢٠١٩ وقراءة تعليقاتي عليه على هوامش الصفحات، فاستمتعت بالاثنين معاً! من لم يقرأ ذاك الكتاب فقد فاته الكثير عن دهاليز الدبلوماسية العربية، وليس المصرية فقط. هو في الحقيقة 5 كتب في كتاب واحد: - مذكرات عمرو موسى -*أسرار عملية السلام في الشرق الأوسط، تأليف: عمرو موسى -*كيف تتعامل مع القوة العظمى الأمريكية، تأليف: عمرو… -*لماذا تراجعت مصر؟، تأليف: عمرو… -*مبادئ في الدبلوماسية، تأليف: عمرو… الكتاب ملئ بالمعلومات والدروس والتجارب الملهمة. خذوا هذه المعلومة (الملهمة للطلاب غير المتفوقين)، فعمرو موسى تخرج من الثانوية العامة بمجموع ٥٩٪ فقط، تخيلوا مصرياً يتخرج بهذه النسبة كيف سيشقّ طريقه نحو المستقبل في زحام مصر؟ «يادوب حيصير وزير خارجية بالكتير»!