بوصلة بلا شمال .

مشينا من “قفا نبك” إلى أنْ  ‍ نجرُّ الذكرياتِ على طريقٍ  ‍ ونعلمُ أنَّ في الدربِ احتراقًا  ‍ وننسج من خيوط العذر ثوبًا  ‍ ومن معنى “عصي الدمع” تُبني  ‍ ومنْ “لا تَعذِليهِ” شَرِبتُ كأسًا  ‍ جرينا نحو أفواه الرزايا  ‍ نسوق رحالنا جبرًا وقسرًا  ‍ أنخنا كل قافيةٍ ومعنى  ‍ وأكبر همنا “أضحى التنائي”  ‍ قفي “يا ظبية البان” انظرينا  ‍ إذا خُيِّرت في عقلٍ وقلبٍ  ‍ سنبذل كل شيءٍ ما استطعنا  ‍ حملنا في خبايا الروح عزمًا  ‍ ولكن الليالي عذَّبتنا  ‍ نحاول أن نعيد العهد يومًا  ‍ قضينا العمر في كرٍّ وفرٍّ  ‍ ومن فرط الجوى ذُبنا وماتت  ‍ ولكنَّا سنبني اليوم صرحًا  ‍ ونزرع في ثرى الآمال بذرًا  ‍ وتنتصر الجراح على الأعادي  ‍ وأكبر ما أخاف إذا انتصرنا  ‍  وقفنا في حِمى “بانت سعادُ”   به خوفٌ وللدرب امتدادُ   وآخِرُ كُلِّ محترقٍ رَمادُ   إذا عثر اللسانُ أو الجوادُ   فنونُ الصبر، والدنيا جهادُ   وزدنا منه شيئًا لا يُزادُ   وفي أرواحنا خُرِطَ القتادُ   ونمشي نحو شيءٍ لا يُرادُ   فإن الشعر للأرواح زادُ   يضيق الكون منها والبلادُ   فإن العقل أبطله الفؤادُ   فقل لي كيف يُلتَزم الِحيادُ   وما في الأمرِ إلا الاجتهادُ   له في داخل النفس اتِّقادُ   وزاد الجور منها والعنادُ   وكيف نعيد شيئًا لا يُعادُ   وغَالتْ عزمَنا العشرُ الشِّدادُ   غصون الشوق وانفجر الجمادُ   تبجِّلهُ الأعالي والوهادُ   وبعد الزرع يُنتَظر الحصادُ   كما انتصرت على كسرى إيادُ   على أُسْدٍ ويأكلنا الجرادُ