.. وبي وحشة الشوق..

على الطائف الفيحا تحوِّم لوعتي تبثًّ عليها طائفًا من قصيدتي  (رجعت إليها بعد خمسين حجة) أشنُّ عليها ودْق قلبي ومهجتي لها في فؤادي دوحةٌ سلسبيلةٌ من الذكر لا تبلى بطول المسافةِ فتحتُ كتاب العقل فيها محلِّقًا إلى شرفات النور أُذْكي قريحتي زرعتُ على أحيائها بذرة الصِّبا فكانت دليل النور في كل دُجْنَةِ وبي وحشة الشوق المدوِّي ترشني  بأحيائها وجدًا على كل زفرةِ أيا (مسجد العباس)* قلبي هنا همى  كغيثٍ تساقاهُ الظما ذات صبوةِ  هنا حشْد روحي خطٌّ حرفًا من الهوى على (برحة القزَّاز)* من حِبر ديمتي جرى عبْر (باب الريع)* سيلًا من المنى تساقاهُ شوقٌ عارمً في حشاشتي سما في معاني طائف الله طائفًا  له في حِماها خيرُ صَحبٍ ورِفقةِ أيا سور (عدَّاس)** التي من كتابها تسوَّرت من درب السنا كلَّ رفعةِ أخلفكَ رجعٌ من صدًى راعف النَّدى حثيثًا يشبُّ العلم في كل وجهةِ؟ (بديرةُ)*** منها يسكب النور في النهى ويزرعهُ في كل دربٍ وخطوةِ من الطائف الفيحاء حلَّق كائني نسيجَ ضحًى يتلو شآبيبَ غيمتي *أسماء لأحياء وأسواق ومسجد في مدينة الطائف ** المدرسة التي درست المرحلة الابتدائية فيها *** الأستاذ صالح بديرة أحد المدرسين الكبار في مطلع سبعينيات القرن الماضي في مدرسة عداس. * عضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.