تنطلق المملكة العربية السعودية بقوة نحو عالم التشفير والأمن السيبراني، وتبحث باستمرار عن الحديث والجديد فيها، وقد تفوقت على كثير من الدول بأسرع خوارزمية تشفير، حيث كان هناك إنجاز عالمي في أمن المعلومات حصل عليه الدكتور باسل العمير وبراءة اختراع أمريكية لخوارزمية تشفير، وتفوق عالميا في ابتكاره هذا، الذي يعزز الأمن السيبراني ويرفع مستوى حماية الاتصالات الحساسة. تحدث أستاذ التشفير والأمن السيبراني بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وجامعة واشنطن – سياتل - الدكتور باسل العمير لـ “ اليمامة “ فقال:” إن أغلب المعلومات بين الناس أصبحت عبر قنوات وهذه القنوات غير آمنه مثل الإنترنت والجوال، وإن جميع وسائل التواصل الحديثة تسمى وسائل تواصل غير آمنه، يسهل استراق السمع منها، وتغيير الرسائل، لذلك نحتاج في علم التشفير ما يسمى بـ “التشفير الموثق“. مضيفا بأن الهدف منه عندما يكون لدي معلومة أو رسالة مهمة قد تغير وتؤخذ، فمثلا عندما ندخل لتطبيق ما ثم ننتقل إلى حساب بنكي لتحويل مبلغ، فكيف للبنك أن يتحقق أنه فعلا الشخص نفسه صاحب الحساب ويرغب بالتحويل، وبنفس المبلغ دون أن يدخله هكر ويغير بالمبلغ، هنا نحتاج إلى التشفير الموثق بحيث الرسائل تكون مشفرة لا أحد يعرفها وموثقة، والبنك كذلك إذا وصلته رسالة يعلم أنها جاءته من فلان وبنفس المبلغ المطلوب المراد تحويله، ولم يتم تغيره ولم تصدر من شخص آخر. وأشار العمير بأن الاختراع هذا هو خوارزمية التشفير الموثق، وميزته أنها أسرع من كل الموجود حاليا، فقبل سنوات كانت هناك مسابقة عالمية لتقديم أفضل خوارزميات للتشفير الموثق فاز فيها خوارزميتين. والإختراع الحالي يعتبر الأفضل، والخوارزمية تتفوق على تلك التي تم اختيارها عالميا، ويهدف منها حماية المعلومات ليتم تبادلها عبر وسائل التواصل الغير آمنة. وأكد العمير بأن من أكثر الأشياء حساسية وصعوبة وتسعى الدول للحصول عليها هي التي تتعلق بالأمان، والقدرة على حماية المعلومات، والتواصل، والسرية والسلامة، وبإذن الله يكون لهذه الخوارزمية لها دور في توفير بيئة آمنه للتواصل بالذات الجهات الحساسة، وتكون أعلى حماية من غيرهم، مضيفا بأن الاختراع مسجل في مكتب الاختراع الأمريكي. وحول الصعوبات التي واجهته في الاختراع قال : الصعوبات على شقين صعوبة من ناحية البحث لإنجاز براءة الاختراع والحصول على فكرة تستحق الحماية الفكرية ، وصعوبة ثانية من ناحية الأمور اللوجستية بحيث يكون لديك فكرة جاهزة ولكن تسعى لحمايتها ، وهذا الأمر تم دعمي فيه من قبل مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بمجرد أن تم الانتهاء من الفكرة ،فإن لدى مدينة الملك عبدالعزيز للتقنية مكتب متخصص يستلم الموضوع ، وهو الذي يتواصل مع محامين ومع مكتب اختراع أمريكي وقد تكفلوا بكل الأمور ،أما الصعوبة التي كانت بالفكرة كانت حول الناتج البحثي. وعن قصة الفكرة وبدايتها قال: يقال دائماً أكثر الإنجازات العظيمة تكون ناتجة عن أفكار بسيطة، وجاءتني الفكرة لهذا الاختراع نتيجة أبحاث طويلة، فقد كنت أبحث في علم التشفير، ولدي أوراق علمية وبراءات اختراع قبلها، فلما بدأت أنظر لموضوع التشفير الموثق وجدت عادة أن الناس ينظرون لها أنها للحماية السرية ، فالفكرة التي جاءتني هي أنه لماذا لا أحاول في عمل تشفير موثق ،فأقوم بمحاولة استغلال بعض العمليات التي تتم بجانبها لرفع كفاءة الجانب الآخر، والنظام بشكل كامل، وقد وفقني الله واستطعت أن أصمم خوارزمية من هذه الفكرة البسيطة، وهذا الأمر يأتي عندما تفكر خارج الصندوق. مضيفا بأنه عادة إذا هناك موضوع وتمت فيه أبحاث طويلة فإنه ليس من السهولة بعد 30 سنه وعلى مستوى العالم أن تأتي بجديد إلا إذا خرجت بفكره جديده لم تخطر على بال أحد وهي السبب الأهم في أن المخترع هذا يتفوق على كل الاختراعات التي تمت خلال 30 سنه مضت. وقال إن من خلال هذه الأبحاث يتم استغلال الخوارزمية هذه في تطبيقات وأمور تخدم أمن الوطن والمواطنين وهذه الخطوة القادمة بإذن الله. مؤكدا بأن اختراعه هذا يتم الاستفادة منه في أي مكان يحتاج لتوثيق المعلومة والحفاظ على سريتها، ونحن في العصر الرقمي وجميع معلوماتنا رقمية، لذلك فان كل المعلومات يجب حمايتها، وأي تطبيق يتطلب حماية المعلومة وسريتها يمكن استخدام الخوارزمية فيه، والحاجة الأكبر هي في الأمور والمعلومات الحساسة.