حُزنٌ لم يعُدْ طِفلا..!!
تُريدين إنشادي وهذي مواجِعي، فكيف أُغَنِّي بين مُحتَفَلِ القَتْلَى!؟ أُريدُ احتضانَ الشَّوقِ والّليلِ والرُّؤى، فتَرتدُّ أحلامي على إثْرِها خَجْلَى! أُناوِرُ إحساسيْ الذي لاأُطيقُهُ، وأهرُبُ من حُزْنيْ الذي لم يَعُدْ طِفْلا! أُواجِهُ خيْباتٍ تَفاقَمَ جَدبُها، وأرخَتْ على الأرواحِ من سِتْرِها لَيْلا! ترامى إليها كُلُّ جُنْحٍ مُلَبَّدٍ، يُراوِغُها قد دَسَّ في جَيْبِه نَصْلا! ويُلقي على وجهِ النّهارِ عباءةً مُوشَّحَةً مَقْتاً،مُلَوَّنةً خَتْلا! فكيف أُمَاهِيْ ماتَريْنَ، وفكرتي تُصاغُ من الدّمعِ المُضيءِ،ولا تُتْلَى!؟ وكيف أُغَنّي!؟ رُبَّما حاولَتْ يدي، ولكنَّ مِزماري يقولُ لها: كَلَّا! على أنَّني في الصّمتِ آوٍ لكهْفِهِ أُرَبِّي حَمامَ الأمنياتِ؛ولَوْ شَكْلا! وليس مَعِيِ إلّا تباشيرُ نجمةٍ تُطِلُّ علينا في وَضَاءَتِها المُثْلَى! لَعَلَّ غَدَاً يأتي فيَرسُمَ غَيْمةً تَهادَى اخضراراً بانسكابتِها حُبْلَى..!!