مؤلفات القاص: « محمد عيسى صوانة »للأطفال..

روافد ثرية تحمل الإثارة والتشويق.

أصبح أدب الأطفال بضروبه المتعددة من قصص وأشعار ورسومات منوعة، محل عناية بالغة من قبل العديد من الكتاب ممن اختصوا بهذا النوع الزاهي الآداب، إلا أن أحب ألوانه لقلوب الأطفال تظل القصة، ومن أقربها إلى نفوسهم، لأنهم يميلون بفطرتهم الغضة إلى نوعها السردي أو الحواري، ولا يملون من سماعها أو قراءتها في أي وقت يلائمهم، إذا تضمنت الشروط المناسبة لعمرهم الصغير، من حيث الإثارة والتشوق والنهايات السعيدة.. ويعد الأديب والقاص: “ محمد عيسى صوانة “، من أعلام هذا الصنف القصصي السلس، بما تهيأ له من اختيار وجودة المواضيع وتكوين الشخصيات، واستخدام وطريقة التراكيب القصصية المناسبة للأطفال، وعلى اختلاف مراحلهم العمرية، التي تساهم في توفير أسباب النمو الخلقي السليم والمتكامل لهم، وإعدادهم مستقبلا لتحمل مسؤولية الغد بعزيمة ووعي وكفاية وإخلاص، وتربيتهم تربية أخلاقية سامية واعية. وللأديب محمد صوانه، العديد من قصص الطفولة التي تبدأ بغلافها الزاهي ومحتواها الهادف ومظهرها الجذاب، الذي يتمثل في الحجم واللون والرسوم وحروف الطباعة، التي دونها المؤلف بأسلوب بسيط غير معقد، وسرد جميل أخاذ، يثير في نفوس الصغار السعادة والمرح، التي تقودهم تدريجيا إلى مستوى مطالعات الكبار، في ذوقه وخياله ولغته. ومن أولى تلك المؤلفات، نطالع قصة: •أسطورة جبل الجليد “ كيمو” التي بدأت أحداثها، بعد انتهاء العطلة الصيفية ، عندما جلس سمير وأصدقاؤه، كعادتهم يتجاذبون الحديث، ويحكي كل واحد منهم لرفاقه عن إجازته الصيفية مع أسرته. الذي بدا يروي قصته المشوقة، وهم ينصتون إليه باهتمام: إلى مدينة جملة في كندا، تشتهر بطقسها البارد وسقوط الثلوج، والقصة التي احكيها لكم أسطورية، لأحد الجبال الجليدية الضخمة، وكان اسمه “ كيمو”. وكان عشاق التزلج يأتون إليه بكثافة، فصار هذا الجبل يشعر بالعظمة والتفاخر وكبرياء على البحار المجاورة التي لا تحظى بالثلوج إلا نادرا. وفي إحدى السنوات الأخيرة، ارتفعت حرارة الشمس فوق “ كيمو “ فتسارع ذوبان الثلج عنه، حتى أصبح سطحه مساويا للبحار من حوله، التي قالت: هذا جزاء الكبرياء والغرور”.. ومع هواة التزلج الذين جاءوا بقواربهم الي مياهها، وهم ينشدون بفرح وهي تبادلهم ساعدتهم وتنشد: أهلا وسهلا بالهواة بحضوركم تحلو الحياة حتى القوار بتحتفي بالمستبسلين الأباة للحب نشدو دائما مثل الطيور الشاديات •قصة “ إنا نحولة “ تبدأ هذه القصة بتعريف النحولة عن نفسها، كما أوردها القاص والأديب: محمد صوانة، بقولها: أحبائي الأطفال، تعالوا أعرفكم عن نفسي: “ أنا نحولة , نشأت في خلية نحل بغابة كثيفة الأشجار، في كل صباح تصحو النحلات الكبيرات مبكرا، يخرجن للبحث عن الأشجار، ويجمعن الرحيق من الأزهار, وفي المساء يعدن إلى الخلية ويصنعن النحل. لكن في يوم، هجمت ثلاثة دبابير كبيرة على الخلية، فصرخت بأعلى صوتي: هيا نتماسك لنحمي العسل.. فطلبت الملكة من النحلات امتصاص اكبر كمية ممكنة من العسل، بينما اندفعت الفرقة الدفاعية نحو الدبابير وقضت عليها. ثم تذكر النحولة: كان يوما شديدا علينا نحن الصغيرات، لكننا شاركنا في مساعدة النحلات الكبيرات في حماية الخلية، واستفدنا دروسا مهمة.. •قصة : “مفاجأة ماجد” امضي ماجد يوما جميلا في المدرسة، فقد استمتع مع زملائه في رحلة علمية نظمتها إدارة المدرسة لطلاب الفصل إلى احد المصانع في المدينة وهم بغاية السرور، وخلال تجوالهم في المصنع، شاهد التلاميذ الآلات الضخمة وهي تعمل بنظام، وتصنع الكثير من المنتجات في وقت قصير. كانت زيارة مدهشة زادتهم حماسة وتشوقا لرحلات إلى مصانع أخرى.. •قصة: “ سامر والكتاكيت “ في قرية صغيرة يسكن فلاح وعائلته في مزرعتهم الجميلة، وفي احد الأيام، قالت إلام لرب أسرتها: احضر لنا يا أبا سامر بعض صيصان الدجاج، كي نربيها ونحصل منها اللذيذ، على البيض البلدي، ذهب الفلاح السوق الطيور، واشترى عشرة كتاكيت صغيرة، فرح سامر كثيرا، واخذ يراقبها وهي تنموا، حتى كبرت وصار منها دجاجات ذات ألوان جميلة وديوك قوية. وصارت الدجاجات يضعن البيض، ويمكث بعضن عليه بانتظام مدة من الزمن. وفي يوم، سمع سامر صياح الدجاجات فجاء راكضا إلى أمه يناديها عندما شاهد سبع كتاكيت يتجمعن حول إحدى الدجاجات، سرت الأم بهذا المشهد، وكثر عدد الدجاج والديوك والبيض الذي كثر، وعاش الجميع في سعادة وسرور. •حكاية الفتى وحيد: أنا صديقتكم، سارة وأخي سعيد والأصغر وحيد، أحب الرسم والألوان، وأتفنن في رسم أجمل اللوحات، وكان أبي وأمي عند مشاهدة رسوماتي يزدادان وسرورا، وأخي الأصغر وحيد وقريبا سيكون في الصف الأول ويحب نفسه كثيرا، وتظل أمي دائما تلاطفه، لكنه يظل جالسا في غرفته وحيدا ولا يحب مشاركتنا في ألعابه، على عكس أخي سعيد الذي يلعب مع رفاقه بالكرة وغيرها، ويرافق أبي في زيارته لبعض الأصدقاء وعند صلاته في المسجد، وكان يحاول أن يصطحب وحيدا معه لكن دون جدوى.. وفي يوم قالت له أمي: أنت ستذهب إلى المدرسة وستكن في الصف الأول. رد سعيد: لا أريد الذهاب إلى المدرسة، سأبقى في البيت. ومضت الأيام وجاءت نهاية العام الدراسي, وحصل سعيد على المرتبة الأولى في الفصل، وغدا سيكرمونني بحضور الأهالي، فرأيت أمي ترفع سعيدا بيديها، وتدعو له بالتوفيق. وكان أخي وحيد يراقب المشهد، وفجأة ركض نحو أمي وتشبث بثوبها وهو يردد: غدا سأذهب مع سعيد إلى الحفل. كان وحيد مندهشا وسعيدا وهو يراقب الأطفال وهم ينشدون أجمل الأناشيد، ويؤدون المسرحيات الممتعة.. وعندما عادنا إلى البيت قال وحيد: أماه، لقد أحببت المدرسة كثيرا، واعدك يا أمي سأكون متفوقا في دروسي. حضنته أمي بحنان، ودموع الفرح تترقق بعينيها. - كتاب: هيا نلون.. وبعد إيراد هذه الومضات السريعة في إبداعات الأديب :محمد صوانه، في أعماله القصصية الموجهة للأطفال، نجده يصدر كتيب آخر لهم، يحتوي على متعة وسهولة تعليمية وعملية لهم، تتعلق بالرسم والتلوين، الذي يعد من الأنشطة الذهنية والحركية المحببة لهم، بعنوان: هيا نلون، الذي يعد إسهاما في كشف مواهب الأطفال، ويسعى إلى تحريك أذهانهم منذ نعومة إظفارهم للتعامل مع الرسومات التي تنمي مخزون المعرفة لديهم، من خلال الرسم والنصوص الهادفة المرافقة لهم، وبخاصة إذا تابع الأهل معهم هذا النشاط، بالتشجيع والتحفيز، وان يغرسوا فيهم حب الكتاب منذ سنوات أعمارهم الأولى.. - الخاتمة: والجدير هنا ذكره، إن جميع هذه الأعمال الأدبية المختصة بقصص الأطفال، وبمختلف تواريخ طباعاتها صادرة عن مركز: عبد الرحمن السديري الثقافي. والرسم والتصميم يتم من قبل: احمد محمد جبالي..