البرواز .
هذي ( البراويز ) لم تخفِ سوى ألمٍ وذكرياتٍ مضتْ في عالم الصّورِ تركتُ خلفي رحيقًا من مواجعها وما انتظرتُ سوى أنشودةِ العُمُرِ وغبتُ في وحدتي لا شيءَ أحملُهُ إلا حنينًا توارى في رؤى قمرِ هذا الرمادُ الذي يجتاحني حلمًا أمسى يراودني في لُجةِ السّحرِ يخوضُ بين شراييني فكم خفقتْ جراح قلبي، ولم تسلمْ من الكدرِ؟ وعدتُ كالبحر لم تنبضْ مواجعهُ إلا إلى ساحل يخلو من البشرِ يهدهد الموجة الخرساء باكيةً تقودها لوعةٌ في عالم الُجزرِ وشاطئي في حنايا الموج منكسرٌ في رمله الحزنُ لم أدركْ به خبري أضمّ حباته وجدًا وما برحتْ رياحُه تنسف الأحلام في بصري معزوفتي رقصت من مدّه أملاً لكنّها رحلت مقطوعة الوتر سافرتُ في حفلةِ البروازِ ملتحفًا سرًّا أناجيهِ لكن تهت في سفري تداركتني خساراتي وعدتُ بلا قلبٍ سوى حسرتي في عالمٍ قذرِ وخاب حلميَ وانهارت ملامحهُ وشوّهته المنى في خيبة السّمرِ جمعت كلّ تباريحي رسمتُ بها ملامحي بَيْد أنّي ضعت في أثري وعدتُ أبحثُ عنّي لم أجدْ سببًا حتى أقلّبَ روحي في مدى نظري أصبحتُ كالماء لا يدري الجفافُ به متى ابتدأت به من دمعة المطر! تكسرت فرحة (البرواز) واندثرتْ تلك الأماني التي شيّدتُها قدري.