ثمان وجهاتٍ سياحية عالمية.
لم تكتفِ منظومة السياحة في المملكة بالنجاحات التي تحققت لبلدٍ قفز مؤخراً مراتب متتالية على مؤشرات الأداء السياحي، بل إنها فطنت لعنصر الاستدامة في السياحة؛ فبدأت ترتيباتها لتحويل ثمان مدن سعودية لوجهات عالمية. الخبر المتداول قبل أيام قليلة عن قيام شركة «أسفار» المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، والمعنية بتطوير ودفع المجال السياحي في المملكة، قد أضاء نافذة جديدة للأمل بنهضة سياحية شاملة وممتدة، ولا تتركز فقط في مدن محددة دون أخرى. المدن الثمان المستهدفة بتحويلها لوجهات عالمية هي: (الأحساء، والباحة، والخبر، والطائف، والجوف، وينبع، والدمام، وحائل)، ويلاحظ فيها التوزيع الجغرافي الممتد شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، مما يعني توزيع كثافة الإقبال أيضاً، والاستفادة من التنوع الكبير في جغرافية تلك المدن، وبالتالي التنوع والثراء في إبراز المكنون الثقافي لكل مدينة. كما يلاحظ أيضاً أنها تعتبر من المدن المتوسطة، أي أنها تملك الحد المقبول من مقومات النجاح في تحولها الجذري، لكن هذا يعني أيضاً أنها لن تبقى متوسطة مستقبلاً. المساعي لتحويل تلك الوجهات الثمان لنقاط جذب سياحي عالمي ترتكز على عدة محاور منها: تطوير المساحات غير المستغلة، وتحسين المشهد الحضري، وتعزيز جودة الحياة، وإبراز الهوية الثقافية لكل مدينة. وتأتي كل هذه النهضة السياحية تماشياً مع مخرجات رؤية المملكة 2030 الهادفة لتنويع الاقتصاد الوطني وتقليل الاعتماد على النفط. الأمر الذي سيجعل القطاع السياحي مساهماً أساسياً في الإنتاج المحلي الإجمالي. على صعيد آخر كان لاكتمال بعض مشاريع البحر الأحمر خلال الأسابيع الماضية أصداء واسعة انعكست إيجاباً على صورة «الوعود السعودية» التي شكك كثيرون حول العالم في واقعيتها أو في قدرة المملكة على تنفيذها. اليوم تأتي هذه المصادقة العملية على تلك الوعود لتخبرنا بأن ثمان وجهات أخرى ستكون مستقبلاً مهوى لملايين السياح من مختلف بلدان العالم لديهم الرغبة العارمة لاكتشاف هذه البلاد التي ظلت زمناً طويلاً تنسج حولها الأساطير والحكايات.