إنــارة
أتوخّى في هذه الزاوية أن تكون نقلة جديدة من المساحة الواسعة إلى مساحة كثيفة في شكل عمود قصير، أرصد فيه الأفكار السريعة؛ لأنتقل من المجاز المرسل متعدد العلاقات، إلى زاوية تنير وتشير أكثر مما تشرح وتبسط، وسيكون فيها الكلام المتاح منفتحا على أكثر من صيغة قولية، إنارة حالة إنسانية، أو ومضة رياضية، أو تعليق على نص، أو إضاءة اقتباس، أو تذييل على قول بديع، أو مصافحة كتاب، سواء كان في الحقل العلمي أو الأدبي. وفي هذا السياق أجدد شكري، وبامتنان بالغ، لشاعرنا القدير الأستاذ عبد الله الصيخان الذي أتاح لي هذا الفضاء الكتابي من سنوات أربع، فقد كان تواصله الكريم بداية الانطلاق في زاوية مجاز مرسل في عام 2022م، فور انتهاء مونديال قطر، حين رغب أن أنضمّ إلى كوكبة كُتّاب اليمامة على إثر تعليقات رياضية ثقافية على المونديال كنت أرقمها آنذاك على حائط الفيسبوك. ومن ذلك الحين وأنا لم أتوقّف عن الركض في مضمار الكتابة إلى أن بلغ المجاز أكله بعد أن مالت سنابله للحصاد وبلغ غايته من القول. واليوم تلوح لي كوّة صغيرة لعلها تفتح أفقا جديدا للكتابة تكسر كل هذه الرتابة التي تحيط بالعالم، وتمنحني اتساعا في الرؤية كلما ضاقت العبارة. فليكن موعدنا من الآن تحت هذا العمود، على رصيف الشارع الممتد في هذه المساحة الصغيرة بعيدا عن سباق المسافات الطويلة وأرصفة المشي الحثيث.