استشارات شرعية نظامية
س - ما مكانة الأخلاق والقيم؟ ج - قال الله تعالى {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} سورة القيامة:4، فالله سبحانه وتعالى وصف نبيه -عليه الصلاة والسلام- بالخلق العظيم، وهذا دليل على مكانة الأخلاق في دين الإسلام. وفي الصحيحين (البخاري 3861 ومسلم 2474) من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قول أخ أبي ذر -رضي الله عنهما- في وصف رسولنا -عليه الصلاة والسلام- (رَأَيْتُهُ يَأْمُرُ بمَكَارِمِ الأخْلَاقِ). وفي مسلم (771) عن علي -رضي الله عنه- أن من دعاء النبي -عليه الصلاة والسلام- في صلاته (وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ، لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ). فالأخلاق الحسنة هي (القيم) التي تقوم عليها الأمم وتتمسك بها، وكما قيل : وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا والأخلاق السيئة التي يدعوا الرسول -عليه الصلاة والسلام- ربه -عز وجل- صرفها عنه هي سبب دمار الأمم والشعوب. وكما قيل: وإذا أُصِيبَ القومُ في أخلاقِهم فأقمْ عليهم مأتماً وعَوِيلاً وفي بلادنا -حرسها الله- تحرص دولتنا المباركة على الحفاظ على قيمها العربية والإسلامية وفقاً للمادة 10 من النظام الأساسي للحكم، وفي الخطاب الملكي السنوي في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى أكد سيدي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -سلمه الله- على حماية هويتنا والقيم (الأخلاق الحسنة) في ظل مسارات بلادنا التحديثية والتنوعية لما قال -رعاه الله- (ونؤكد أنه بينما نمضي في مسارات التحديث والتنوع؛ فإننا حريصون أشد الحرص على حماية هويتنا وقيمنا، التي هي امتداد لمسيرة أجدادنا وآبائنا، وهي صورتنا الثاقبة في العالم أجمع)اهـ، حفظ الله لنا ديننا وقيمنا وولاة أمرنا وبلادنا الطيبة -آمين-.