“سعد البازعي” بجناحيّ الثقافة والاعلام…
كاتب وناقد ومترجم وصحافي وأكاديمي واداري يعد أحد أبرز نجوم المشهد الثقافي حاليا: سعد البازعي. يعيش حياة تزخر بالتوافق والخصب. كانت الثقافة لديه دليلا للممارسة اليومية وقيادة المجتمع نحو مايراه يقظة ونورا. وضع بصمته مبكرا في الساحة الثقافية المحلية: كتابه الأول “ثقافة الصحراء” صدر في وقت كانت فيه الكتب النقدية قليلة (1991 م) وأصبح بشكل او بآخر علامة من أهم علامات مشواره الثقافي ولايكاد يذكر اسم سعد البازعي من دون ان يشار الى “ثقافة الصحراء”. ولم يحل اهتمام وسائل الإعلام بأحداث أزمة الخليج التي تزامن صدوره معها دون مقاربته والتعريف بصدوره، لتنطلق شهرته مبكرا. ويوم أن اختير مؤخرا رئيسا لجائزة القلم الذهبي امتلأت الساحة بالتحايا والزهور: كرم الجمهور الثقافي هذا الاختيار بملايين المنشورات المتبادلة والمليئة بالامتنان لهذه الشخصية الرائدة. في الأيام التي تلت الاعلان عن تفاصيل الجائزة كرس البازعي وقته وجهوده للوصول الى مختلف المنابر الاعلامية لكشف تفاصيل الجائزة الحديدة للجميع. لقد استثمر البازعي، المهموم بنشر الادب والثقافة الجادة، المناسبة بالشكل الامثل. وجعل من الثقافة مادة يومية في البرامج والقنوات الفضائية الاخبارية والمنوعة على حد سواء. ولم يكن يكتفي بالظهور والحديث عن الحائزة، بل كان يستغل وجوده فيعمل على اقناع المسؤولين في تلك البرامج والقنوات بمنح الثقافة المكان اللائق بها، ويلفت نظرهم لبعض السلبيات التي لفتت انتباهه خلال مروره السريع عليهم، وبدت ملاحظاته صريحة ومنشورة مباشرة للمتابعين عبر حسابه في تطبيق اكس. لقد أظهر غيرة شديدة على الثقافة وبدا ناقدا لتعامل مع بعض وسائل الاعلام مع الثقافة وجعلها في مرتبة أقل من النشاطات الأخرى، وكأنه يؤكد أنه يطير بجناحين: الثقافة والاعلام.واذا كانت مسيرته الاساسية هي في مجال الادب والنقد والأكاديميا، الا انه يتمتع بمسيرة مهنية في الاعلام، فقد حلق في سماء الاعلام مبكرا، وهو تولى الاشراف على تحرير الجريدة اليومية الاولى التي صدرت في الرياض باللغة الانجليزية “رياض ديلي” لدى مؤسسة اليمامة الصحفية، وترأس تحرير عدد من المجلات الادبية، وخاض كذلك تجربة الاعداد والتقديم الاذاعي والتلفزيوني لعدد من البرامج الثقافية وكان اخرها قبل عدة أشهر في قناة الثقافية. وهو يحتفل هذه الايام بآخر اصداراته التي قدمها في معرض الرياض الدولي للكتاب المقام حاليا في رحاب جامعة الملك سعود وهما كتاب “أزمات الثقافة” و”النقد والمقاومة”(لاحظ الحس الاعلامي في توقيت طرح الكتاب الثاني). فيما يلي حوار مع الدكتور سعد البازعي نحاول ان تقدم من خلاله بقع ضوء تنبش بعض زوايا عالم البازعي وحكايته وبعض القضايا الثقافية التي تهمنا.