الفأر وسد مأرب.

سجلت مصادر تاريخية متعددة انهيار سد مأرب، والمتهم بالتسبب في الانهيار فأر مجهول الهوية غامض، لم يحدد اسمه ولا توجد له صورة، ولم توصف جريمته بشكل واضح ولم تربط بالإرهاب، ولم تحدد دوافعه ولا حالته العقلية والنفسية، وهل نفذ هذه الجريمة لحسابه أم بالوكالة عن غيره؟ ويبدو أن لهذا الفأر ذراعاً إعلامية ضخمة تريد منا أن نصدق أن هذا الفأر الذي يُظن بأنه ضئيل مستحقر هو السبب الوحيد في هذا الانهيار ونتائجه. تعددت الأسئلة حول السد وأسباب انهياره وتراكمت على مدى قرون، وللأسف الشديد لم تتطرق المصادر التاريخية لحجم هذا الفأر أو لطول شواربه، ومدى قوته العضلية وهل استخدم أدوات في التخريب؟ وهل خطط لهذه الجريمة أم أن تخريبه حصل بالصدفة؟ وهل هو كائن عاقل يُحاسب بأفعاله؟ أم أنه فاقد للأهلية العقلية وبالتالي يرفع عنه القلم. قال لي أحد الأصدقاء: لا تذهب بعيداً فهذا الفأر ظاهرة تتكرر في التاريخ وقد يتشكل ،كما تروي الأساطير عن الجن، على شكل إنسان متحضر في زيٍ غربي ويرتدي ربطة عنق أنيقة وهو حليق ناعم، وقد تراه بشكل مختلف أو بزيٍ مختلف متحدثاً بلغات مختلفة في أزمنة مختلفة، وهذا ما يجعل التعرف على الفئران المخربة وتحديدها مهمة صعبة للغاية. يزعم كثير من المتعاطفين مع فأر السد بأنه لم يعرض على محكمة عادلة ويبحثون عن مبررات لجريمته ويزعمون بأن للفأر عقلا وأن الجريمة حصلت في لحظة غياب مؤقت لعقل الفأر، وأن فأر السد مغفل حسن النية غير مدرك لعواقب فعله. بحثت في المصادر التاريخية إن كان لفأر السد ضمير؟ ولم أجد ما يدل على ذلك أو ينفيه. ولم تخبرنا هذه المصادر هل ندم أو لم يندم على تخريبه وما نتج عن هذا التخريب من مجاعة وهجرات. يحيط الغموض بهذا الفأر ولا نعلم الكثير عن حياته الاجتماعية ولا يُعرف له أصدقاء ولكن يقال إنه كان مزواجاً وله نسل كثير انتشر في الأرض ويقال أيضاً أنه أوصى ذريته بالمبالغة في التخفي والإبداع في التخريب. تدور إشاعات كثيرة حول فأر السد ولا يُعرف صدقها من كذبها أو مدى دقة هذه الاشاعات ويقولون أن له إمبراطورية مالية وأنشطة متعددة، وفي مبالغة نشرها المستفيدون منه يقولون أن له أعمالاً خيرية تدار بواسطة ذريته وتدور الشبهات حول نشاطات ذريته في الأدوية واللقاحات والتحويلات المالية والتمويل.