طلة

إلى الفنان الكبير محروس الهاجري.. تجهَدُ في النحْتِ، وتُدرِكُ أنكَ لن تصِل إلى النبْعِ تبصّرُهُ غيركْ تحرثُ في ذاتِ الماءِ ويكفي أن تبصِر كُحْلكَ يتمشّى في ذهبِ المجرى أجهد من لصْقِك ،ما يُعنيك لغيرك، قصُّ اللحظةِ منك الندْبةُ تركتها طلته المنسية فيك بزمّةِ فوطته؛ البحرُ العاجز عن فك الثنيات المحكمة لغترته؛ في هيئةِ أعتى البحّارةْ الرمل المشدوه بوخزات الموّالِ وهبّاتِ الإيقاع الخادر بصباه سعفات الذكرى تتفلّتُ رغماً عنك الدمعة حين تحاول أن تلمحَ لمعة شذرتها في عيني غوّاص في آخرِ نفسَينِ التقط لفارغِ سلته محّارةْ (اللولو والمرجان والثوب الحرير !!) لحظةَ تسترضِعُها في اللونين: الأبيض والأسود ... هي لحظة إطلالة محروس