إلى جنة الفردوس.

مرثية في سماحة المفتي الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ ، رحمه الله ، وجعل قبره روضة من رياض الجنة {إنالله وإنا إليه راجعون}. ألا إن هذا الحزنَ جادت سواجِمُهْ وهُدّتْ من الدينِ الحنيفِ معالمُهْ مضى نورُ هديٍ كان يُشرق نبعُهُ فأظلمَ من بعد الضياءِ محارمُهْ لئن غبتَ يا (عبدالعزيز) فلم تغب مشاهد فاحت للزمان براعمه معالمُ عزّ كنت فيها أميرها وربانها إن جار للبغي صارمه فلم تبككِ الدنيا لعظم مصابها ولكن دهاها فيك ما أنت كاتمه بكينا (بآل الشيخ) إشراقة الهدى وهاجت بنا من كل نوحٍ دمادمه ففقدُكَ أودى بالقلوبِ وصبرها وكيف يقوم المجد والفقدُ هادمه؟ لئن غبتَ عن عينٍ فما غبتَ عن رؤىً ولا زال منك الذكر تدوي زمازمه سقيتَ العقولَ النور من فيضِ علمكُم وأحييتَ عهداً منك مُدّت قوادمه وكنتَ لأهل العلمِ نوراً ومشعلاً تضيء دروبَ المكرماتِ مكارمه على منبرِ الدين الحنيف تششعت مصابيح دين الحق تسقى عوالِمُه وفي لجنة الإفتاءِ كنتَ إمامَها تُجيبُ بفقهٍ حار في القول لازمه فيا لكَ من شيخٍ أمينٍ موفقٍ مضيت على الدين العظيم تلازمه بذلت لأهل العلم صفوَ معيشةٍ فأثمرَ غرسٌ لا تبارى مواسمه وأرشدتَ حيرانَ الأنام لهديهِ فلاحَ سبيلُ أنت بالله راسمه زهدتَ عن الدنيا وزخرفِ أمرها وعشتَ إلى من لا تكافا نعائمُهْ صبرتَ على البلوى بنفسٍ رضيةٍ وسرت مساراً تاه في الوصف راقمه وكنت على درب العلوم متوجاً وكنت معيناً كم سقتنا كرائمه نهجت طريق المصطفى عن دراية فسرتَ على الدربِ الذي عزّ قائمُهْ دعوتَ إلى التوحيدِ خالصَ دعوة وحاربت منهاجاً تعامت طلاسمه وكنتَ لأهل السنةِ الغر ناصراً تذودُ عن الحق الذي أنت عالمه جمعتَ وصنفتَ العلوم شريعةً فكانت ضياءً أبهرتنا مباسمه تلاميذُكَ الأبرارُ ساروا على الهدى وصاروا مناراً لا تُطال عظائمه ستبقى مدى الأيام ذكراً مخلدا وحبُّكَ في الأعماق تتلا تراجمه فيا رحمة الرحمنِ كوني سحائباً على شيخِنا المسنون للحق صارمه وأنزله دار الخلد في خير منزلٍ مكاناً لدى الرحمن طابت نسائمُهْ وأسكنهُ في الفردوس في عين رحمةٍ مع الأنبيا يحدوه للخلد شائمه وخير صلاة الله تغشى محمدا نبي الهدى من سار والله عاصمه كذا الآل والأصحاب ما سبح الورى ومن في سبيل الله قامت قوائمه