حكاية هذي الأرض .

ذَهَبْتَ أمامًا ، لَنْ تَعُودَ إِلَى الْوَرَا وَجَاوَزْتَ جَوْزَاءً وَأَنْتَ عَلَى الثَّرَى نَظَرْتَ لِمَعْنًى فِي الْوُجُودِ…عَرَفْتَهُ وَصُغْتَ بِهِ مَعْنًى جَدِيدًا لِنَنْظُرَا رَأَيْتَ بِلَادًا طَالَ عِذْقُ نَخِيلِهَا تَقُولُ لِطِفْلِ التَّمْرِ: لَنْ تَتَأَخَّرَا لِأَنَّ احْتِمَالَ النَّهْرِ فِكْرَةُ قَطْرَةٍ سَيَحْتَاجُ هَذَا الْغَيْمُ بَرْقًا لِيُمْطِرَا سَيَحْتَاجُ صُنَّاعُ الْحَيَاةِ لِخَطْوَةٍ سَيَحْتَاجُ هَذَا السَّيْرُ أَنْ نَتَصَبَّرَا حِكَايَةُ هَذِي الْأَرْضِ حُلْمٌ وَوَرْدَةٌ تَمَنَّتْكَ أَنْ تَأْتِيَ إِلَيْهَا مُفَسِّرَا تَنُمُّ وَتَنْدَى كَيْ تَسِيلَ حَقِيقَةً وَتُعْشِبَ فِي الْأَحْجَارِ مَا يُدْهِشُ الْوَرَى وَتَخْتَارُ عِطْرًا لَا يَجِفُّ شَمِيمُهُ وَتَخْتَارُ كَفًّا لَا تُبَاعُ وَتُشْتَرَى تُزِيحُ غُبَارَ اللَّيْلِ عَنْ وَجْهِ صُبْحِنَا وَتَكْتُبُ فَجْرًا لَا يُطِلُّ عَلَى السُّرَى تَخِيطُ مِنَ الْأَنْوَارِ ثَوْبًا وَمِشْلَحًا وَتَخْلَعُ لَوْنًا حَالِكًا مُتَجَذِّرَا هُنَا خَيْمَةٌ تَدْرِي بِأَنَّ عَمُودَهَا يَدَاكَ؛ لِذَا تَمْتَدُّ أَعْلَى مِنَ الذُّرَى وَمِنْ كُلِّ فَجٍّ قَاصِدُوكَ لِحِكْمَةٍ لِنَجْدٍ نَرَى كِسْرَى يَحُجُّ وَقَيْصَرَا هُنَا لَحْظَةٌ خَضْرَاءُ تُعْلِنُ نَفْسَهَا سُعُودِيَّةٌ عُظْمَى تَسِيرُ تَبَخْتُرَا بِعَبْدِ الْعَزِيزِ الْعِزُّ زَادَ اخْضِرَارُهَا وَوَحَّدَهَا أَرْضًا وَرُوحًا وَجَوْهَرَا وَسَلْمَانُ لِلْعَلْيَاءِ سَارَعَ مَجْدُهُ وَسَلَّ أَمِيرًا صَارِمًا وَمُفَكِّرَا مُحَمَّدُ فِيكَ الْحَزْمُ جَاءَ غَرِيزَةً وَفِي صَوْتِكَ الْإِنْسَانُ لَنْ يَتَكَسَّرَا سَلَامًا عَلَى هَذِي الْبِلَادِ وَأَهْلِهَا سَلَامَ مُحِبٍّ صَادِقٍ مَا تَغَيَّرَا سَلَامَ وَفِيٍّ لَنْ يَخُونَ نَخِيلَهَا سَلَامًا تَهَامِيًّا يَسِيلُ مُعَطَّرَا