معراجُ قلبٍ أخضر ..!

هُناكَ وأنتَ تَنْزِعُ ما تبقَّى من الظلما، حَثَثْتُ خُطايَ شرقا ! وجئتُكَ في دمي عربٌ أسَالَتْ سُلافةَ مجدِها عِرقًا فـ عِرقا ! وحينَ قَرَعتُ كأسَكَ كنتَ نخبًا سماويًّا عن الأنخابِ أرقى ! فـ ظَلْتُ أُديرُ خصرَ الليلِ حتى تَبَدَّتْ في فمِ الشُّرُفاتِ وَرْقا ! تُغنِّي للصباحِ: هُنا عروجٌ تراءى فوقَ كتفِ الفجرِ يرقى ! وكانَتْ شمسُكَ الخضراءُ لحنًا تهادى في أديمِ الأرضِ عِشقا ! فـ قلتُكَ للهوى، فـ أتيتَ ليلى وقلتُكَ للسُّرى، فـ وَمَضْتَ برقا ! وقلتُكَ للندى، فـ نَضَحتَ عطرًا وقلتُكَ للمدى، فـ عَلَوْتَ أُفقا ! وقلتُكَ للهُدى، فـ جَلَوتَ في ليلةِ المعراجِ للتاريخِ أنقى ! فـ قلتُكَ للضلوعِ وقد ترامتْ عليكَ محبةً: ما كانَ أشقى.. فؤادي لو أحبَّ سواهُ..! قالتْ: وأيُّ شقاءِ عُمرٍ؛ كان يلقى ! فـ يا وطني، وطُهرُ هواكَ أسرى خرائطَهُ بـ أوردتي، وألقى.. عليهِ دمي من الإخلاصِ..! إنِّي وقلبي والجوارحُ فيكَ غرقى ! أُحبُّكَ سورةً قُرِئتْ، وكانتْ سكينتُها تَزيدُ النَّفْسَ عُمقا.. إلى الأبديِّ منْكَ وفيكَ، حتى جعلتُكَ عروةً للقلبِ وثقى !