تحالف دولي لحل الدولتين.
انطلاقاً من ثقلها العربي والإسلامي، واستثماراً لإمكاناتها ومكانتها على خارطة السياسة العالمية، أحرزت المملكة تفوقاً دبلوماسياً بحشدها التحالف الدولي لحل الدولتين، والذي أعلن عنه سمو وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان الخميس الماضي، داعياً بقية الدول للانضمام لهذا التحالف المكون من دول عربية وإسلامية و»شركاء أوروبيين» على حد تعبيره. التحالف الذي أعلنه سمو وزير الخارجية السعودي من نيويورك قد تجاهل أمريكا تماماً، في إشارة إلى استقلال القرار والمبادرات السعودية ومعها العربية والإسلامية في العمل على الأرض من أجل مصالح المنطقة بعيداً عن إرادة الولايات المتحدة، وضبابيتها الدبلوماسية . التحالف الدولي من شأنه أن يغير من معادلة القضية الفلسطينية مستقبلاً في سياقات العمل السياسي للدفع بالحلول والمبادرات بشأنها، حيث سيرسم التحالف خارطة طريق تعجّل بالحل وتدفع به للواجهة، ومن جهة عملية سيكون هذا التحالف تلويحة في وجه أمريكا وإسرائيل بإمكانية الضغط للحصول على الإجماع الدولي بعيداً عنهما. وبالنظر إلى لغة الإعلان فقد تضمن عبارات واضحة مثل: (خيار حل الدولتين لا رجعة فيه) مما يضع الموضوع في دائرة الأهمية البالغة التي توحي بجدية التحالف في العمل على الحل، وبطريقة (لا رجعة فيها) أيضاً. في جانبٍ آخر، وفي ذات السياق التاريخي الداعم لفلسطين وشعبها، أعلنت المملكة عن دعم شهري ثابت لفلسطين لمعالجة الأوضاع في غزة ومحيطها، وتخفيفاً لمعاناة مئات الآلاف من الغزاويين المنكوبين منذ السابع من أكتوبر الماضي. يأتي هذا الإعلان عن دعم شهري ثابت لفلسطين تتويجاً لجهود عام كامل من العمل الحثيث الذي بذلته الدبلوماسية السعودية، والجولات المكوكية حول العالم للجنة الوزارية برئاسة سمو وزير الخارجية خلال الأشهر الماضية من أجل حشد المواقف الدولية لإيقاف نزيف الدم الجاري في غزة.