وطن على سفح غيمة.

نعيش نحن أبناء المملكة العربية السعودية هذه الأيام الذكرى الــ 95 لميلاد أرض الطهارة والصحابة والأنبياء، أرض الماجدات والنبلاء، فكل عام ونحن بخير وعلى خير وإلى خير، وكل عام ونحن القادة والسادة. عندما يقال السعودية العظمى يجتاحك شعورٌ عميق بأن هذه الأرض هي جذورك ومنبعك وأنفاسك وهواك، تغرينا الدروب والمسافات ومطارات الأرض وبلاد العالم بخضرتها وتنوع ثقافاتها ولهجاتها المحكية، متاحفها وآثارها، معالمها وظواهرها الطبيعية والكونية، لكن ما أن تحط رحالك وتستلم حقائبك عائداً لبيتك، أريكتك، وسادتك، نباتاتك وحيواناتك الأليفة تشعر أن شيئاً من روحك عاد إليك، عيناك امتلأت وابتسامتك يتسع لها المكان، مهما كنت مُستمتعاً في سفرك باسماً مُنطلقاً مُغامراً وجرئياً. هي وطن كل ما فيه ينبض قداسةً وإسلاماً، عروبةً وإنسانيةً، تحضراً وكرماً، لا نقولها استعلاءً إنما محبةً ومسؤولية، كأنها الأم في رحمتها واحتوائها، والأب في قوامته والتزامه، وطن بنى أمجاده ورفع من شأن اقتصاده إرادة الله أولاً ومن ثم دهاء قادتهِ وسواعد أبنائهِ المخلصين، هم وحدهم من تصدى للحملات العسكرية، ووقف سداً منيعاً أمام صيحات الربيع العربي العدائية والتخريبية، وطن يسقيه مسك الشهداء. هم السعوديون الكبار غيمة خيرٍ أينما أظلت أمطرت أماناً وفرحاً ومحبة، وأينما حلوا أزهروا وأينعوا، تألقوا وأبدعوا، يأتون بأشياء من جمالها تكاد تكون خُرافة، هم الوجهة والواجهة والوجاهة، ومهما علا الضجيج من حولهم تجد ردّهم أفعال تعجز عن مجاراتها شعوباً ودول ليس انتقاصاً لكنها إرادة الإله، كأن الوفاء وحب الخير وُلد معنا وجُبلنا عليه، وكأننا أقسمنا ألا ينافسنا على صنائع المعروف غيرنا. نحن السعوديون ثقافتنا لها جذورها الأصيلة الممتدة، وهويتنا لها طابع خاص وأسلوب فريد لا يشبه غيره، ثلاثة قرون مرت لم نخجل فيها من بداوتنا والبعير والخيمة، لم نخجل من تمراتنا وقهوتنا والدلة، هي رفيقنا مهما بلغنا من غِنى لا غنى لنا عنها، فهنيئاً لنا كل المكتسبات التي حصلنا عليها، كنّا ولازلنا رقماً صعباً والأرقام من بعدنا تأتي خجلا، لنا الصدارة في مؤشرات التطور والتمكين، وأخضرنا يرفرف دائماً في ميادين الفكر والابتكار والتعليم، مرت بنا السنين وعواصف التغيير معنا لم تهدأ، 95 عاماً ويزيد جمعنا المجد من أطرافه، وكأن بلادنا شمس تطوف الكواكب من حولها، كأنها ترنيمة الأمهات للأطفال في مهدها، وكأنها شيء نخاف عليه من الضياع فنحصنه صبح مساء بالمعوذاتِ واسم الواحد الأحد، واليوم جئنا نكتب اختصار حكاية الميلاد : نحن السعوديون نملأ الدنيا فخراً والفخر مملوءٌ بنا، ونحن من سيكمل رسالة السماء. EmanAbdullah777 @