قُصورٌ .. مِنْ شَجَرِ الرُّخَام

تَسامَى كَعبةً وعَلا مَقاما وشعَّ بَنفسجًا وزَكا خُزامى وأورقَ ضِفَّتَينِ.. فكلُّ نَهرٍ يُبادِلُهُ التَّحيةَ والسَّلاما أيا وطني.. ونخلُكَ كبرياءً يطولُ، ورُوحُكَ العُظمى تَنامى أتيتَ وكلُّ زاويةٍ حِمامٌ فصارتْ كلُّ زاويةٍ حَماما وفي صَحرائِكَ انتفضتْ قُصورٌ مُمرَّدةٌ، وقد كانتْ خِياما ومِنْ شَجرِ الرُّخامِ صنعتَ مجدًا فأينعَ مَنظرًا، وزَها رُخاما ودُونَكَ قد تقاصرَتِ الليالي وتخفضُ دونكَ الأيامُ هَاما أتى عبدُ العزيز وفي يديهِ بياضٌ ناصعٌ يجلو الظلاما فشكَّلَ من عَجينِ الحُبِّ أرضًا وذاكِرةً ولحنًا مُستهاما ووزَّعَ في جهاتِ الأرضِ مُلكًا وما ارتاعَتْ خُطاهُ وما تعامى هُنا خيلُ الرياضِ لها صَهيلٌ تَشقُّ الريحَ لم تعرفْ لِجاما ونجدُ العِشقِ، نجدُ العزِّ، نجدٌ تظلُّ الدهرَ ماثلةً أَماما نُحِّبُّ ترابَها الفضِّيَّ دِفئًا ونعشُقها حلالًا أو حراما هنا أرضُ الحِجازِ وقد تهادَى بها فجرُ الحياةِ وقد ترامى بِمكةَ .. حيثُ وحيٌ، حيثُ غارٌ وحيثُ نرى بها البيتَ الحراما توضَّأتِ الجهاتُ بها ابتداءً فما قلبٌ بها إلا وهاما وفيها ابتلّتِ الأضلاعُ طُهرًا فلا تسألْ: لماذا؟ أو علاما؟ هنا أرضُ الجنوب ألَا فقوموا لها حُبًّا، وحيُّوها احتراما على شُرُفاتهِا الشُّهداءُ ماتوا كِرامًا، مِثلما عاشوا كِراما أيا وطني.. ملامحُكَ اعتناقٌ وتاريخٌ وأشياءٌ قُدامى ملوكٌ سبعةٌ صَعدوا الثُّريَّا وهلْ أرضٌ تليقُ بمنْ تسامى؟ سُعوديُّون نَسلًا بعدَ نَسلٍ نَشامى ينتمونَ إلى نَشامى نُردِّدُها إلى العَلياءِ نَسعى وصَوبَ المجدِ نَقتحِمُ الزِّحاما فسلمانُ الإمامُ، وأيُّ فَخرٍ إذا ما كانَ سلمانٌ إماما تراهُ وهو مُتَّكئٌ عَظيمًا وما كلُّ الملوكِ تُرى عِظاما وتسمعُهُ إذا أَلقى كلامًا كأنَّكَ قبلُ لم تسمعْ كلاما مهيبًا، حكمةُ الأجيالِ تبدو عليه، تُضيئُهُ عامًا فعاما يُروِّضُ عزمُهُ الأحداثَ طُرًّا ويُخضِعُها وإنْ كانت جِساما وبين ضُلوعهِ وطنٌ وشعبٌ وأنَّى أنْ يُلاما أوْ يُضاما هو الإنسانُ لم يخدعْهُ مُلكٌ فسلْ عنهُ الأرامِلَ واليتامى فكمْ أَفنى لأجلِ اللهِ عُمرًا وكمْ منْ أجلهِ صلَّى وصاما تَخيَّرَ مِن سُلالتهِ وليًّا فكان محمدًا رجلًا هُماما وليدًا وهو ذو عقلٍ نبيهٍ وذو رأيٍ ولم يبلغْ فِطاما توشَّحَ ضوءَ رُؤيتهِ حُسامًا وصوَّبَ من كنانتهِ سِهاما له كفَّانِ، كفٌّ ذاتُ سِلمٍ وأخرى تحملُ الموتَ الزُّؤاما وفي قاموسه انكشفتْ وُجوهٌ مُغلَّفةٌ، وقد كانت جُذاما أيا وطني فرشتُ لك المرايا بساطًا أخضرًا حتى تناما *جامعة نجران