رسائل في يومنا الوطنـي.

اليوم ونحن على مشارف الاحتفاء باليوم الوطني (الخامس والتسعين ) كان حقاً علينا أن نمْتَطي صهوةَ القلم ، وأن نتسلحَ بسهمِ التعبير ، وأن نمتشق سيف الكتابة ؛ وذلك في سبيل الدفاع عن هذا الوطن الذي تَدَفَّـقَتْ نحوه فيالق المارقين ، وانجرفت اتجاه سيول الحاسدين ؛ فنبني من الكلمةِ سداً بحروف ( الولاء ) ، وبنقاط ( الطاعة ) ، وبتشكيلِ (الإذعان ) . وكان حقاً علينا أنْ نُلْبسَ الحرف ثوب البهجة، وأن نكسي الكلمة برداء السرور ؛ في يوم (الوطن ) وعلى ذكرى توحيده ، نجدد الفرحة بشكر المنعم ، ثمَّ بذكر أفعال المؤسسِ ودوره وبطولاته وسلسلة النجاحات المتوالية لأبنائه من بعده ، غفر الله لمن قضى منهم نحبه ، وأدام الصحة والعافية لمن بقيَّ بعده. نزرعها «رسائل « في حقول العقل البريء، ونبذرها « كلمات «في تربة الفكر الناشئ ؛ لنقطف منه غداً ثمرة حب الوطن ، ونجني بركة تلك السواعد لتنهض بوطنها وتجدد مجدها ، وتصنعُ الفارق في العبور به لمصاف الدول المتقدمة ، حيثُ جنَّدتُ قلمي ، وعَسْكرتُ بجيش حروفي، فأطلقتُ « رسائل » تستهدف تلك العقول التي خملت أو تخاذلت أو تناست قيمة أوطانها ، وغاب عن الوعيَّ بمعنى الاحتفاء بهذا اليوم الأغر . وهاهي بين أيديكم باسقة صادقة : ( 1 ) الوطنُ جنـةٌ أنتم أهلها وساكنوها ، فكلوا منها حيثُ شئتم رغداً ، ولايُخرجنَّكم منها «تفكير مُنحرف « أو « جماعة متطرفة « أو «تنظيمٌ تخريبي» فإنهم يرونكم من حيث لاترونهم ، بل إنهم يتسللون منكم لواذا . ( 2 ) الوطنُ « شجرةٌ « تؤتي أُكُلها كل حين بإذن ربها نمتْ على أرض التضحية حتَّى أينعت بثِمارِ العطاء والنماء ، فأسقها بماء وفائك ، وارعها بفيضِ دعواتك ، وتعاهدها بلسانٍ ذاكر، وقلبٍ شاكر ، وقم على عنايتها من رياح المُدْحِظين ، وعواصف المُخربين ، واحمها من أفكارهم المُجدبة ، وتصرفاتهم القاحلة ؛ وإلاَّ كيف يرمون شجرة العطاء بحجر التَّطرف، وبارود الغلو والتخلُّف ، هذا وبالرغم من أنه يرمي لهم أطاييب ثمار المُناصحة ، وأزاهير المفاهمة . فاعلموا : أنَّهاظِّلُكم إذا أحرقتكم شمسُ الأعداء ، واشتعلتْ بكم نيرانُ المناوئين ، فأمطروها بولائكم ، وتباشروها برعايتكم . ( 3 ) الوطن نورٌ سماويٌ على أرضه تبرزُ النفوسُ الأبيّة في صناعةِ المعجزات ، وتتسابقُ لبلوغ الغايات ، فتعلوا ولايُعلى عليها ، إذ أنَّها تمخَّضتْ مِنْ رحم التجارب ، وتولّدتْ على قيد الصبر ، ونشأتْ في ميدان الهمم فبَلَغَتْ من النجاحِ عِتيّا ، فردّدتْ : الله أكبر ياموطني . (4) الأخيرة : لكلِّ مؤسساتنا الحكوميَّة ، بقطاعاتها كافة، لمُديريها ، موظفيها ، طلابِها ، كتابِها ، دعاتِها ، من يعيشون فوق هذه الأرض الطاهرة أباء ، وأمهات ، وأبناء ،وقبائل ، ورجال أعمال، وأصحاب فكر . الوطنُ أمانة ادفعوا عنه مايُثقل الأسماع، وازيحوا عنه مايُشوه الأبصار ، وزينوه بقولكم، وجمِّلوه بولائكم ، وأغدقوه بعبارات الثناء - القلبيَّة والقبَلية - عيشوا فرحة يومكم الوطني مُستشعرين تلك الذكرى العصاميَّة ، وتلك الحُقبة البطوليَّة أحيوها في أبنائكم صغارا ؛ لكي لا تموت وطنيتهم ، وتضيع هويتهم كبارا .