نال جائزة (رولكس العالمية) ونشرت (تايم) الأمريكية تقريرًا عنه..

د. حسام زواوي.. محارب البكتيريا الخارقة وعاشق رياضة البولو.

يعد الدكتور حسام زواوي أحد أهم الباحثين والأطباء في مجال البكتيريا والميكروبات ومحاربة الأمراض المعدية، حيث يعرف في الأوساط العلمية بلقب «محارب البكتيريا الخارقة»، وقد نال العديد من التكريمات والأوسمة والجوائز، من أبرزها جائزة (رولكس) للمشاريع العالمية، نظير تميزه بمشاريعه البحثية في مجال مكافحة الميكروبات الطبية، كما كرمته جامعة كوينزلاند الأسترالية التي تخرج منها، وأصبح أحد أبرز باحثيها في مجال حماية صحة الإنسان من خطر البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، ووضعت صورته على لافتة إعلانية كبيرة على أحد الطرق السريعة بمدينة برزبن بولاية كوينزلاند ووصفته بـ «صانع التغيير»، كما نشرت مجلة «تايم» الأمريكية الشهيرة، ضمن قادة الجيل القادم، تقريرًا عن د. حسام زواوي وأبحاثه وجهوده. مجهر فتح له آفاق الإبداع حسام المولود بمدينة الطائف عام 1985م، هو سليل عائلة طوافة عريقة لحجاج جنوب شرق آسيا، حيث كان والده الشيخ مأمون بن حسن زواوي، يعمل في الطوافة ويهوى تربية النحل أيضًا، وذات يوم زاره أحد أقاربه وأهداه مجهرًا (مايكروسكوب) لعله يستخدمه في مجال تربية النحل ورؤية حبوب اللقاح، لكن والده لم يستخدمه، فأخذ الطفل حسام وأخوه يلعبان بالمجهر، وسرعان ما اكتشف حسام وهو صغير عالمًا آخر لا يُرى بالعين المجردة بعد أن وضع نملة تحت المجهر، ليقوده ذلك إلى مجال الأحياء الدقيقة. تميز حسام بالتفوق العلمي، وبعد حصوله على الشهادة الثانوية، التحق بكلية العلوم بجامعة «أم القرى» بمكة المكرمة وتخرج منها عام 1426هـ حيث حصل على بكالوريوس في الأحياء من كلية العلوم تخصص الأحياء الدقيقة. بعد تخرجه، عمل أخصائي مختبر، واكتشف وجود مشكلة حقيقية للبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، فقد كان يقرأ تقارير المرضى ولاحظ أن بعض المرضى الذين يدخلون للمستشفى لتلقي العلاج أو لإجراء عملية، يصابون بعدوى بعدها بأيام قليلة، وكان سبب هذه العدوى البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية من المستشفى، والمعروفة باسم «العدوى المكتسبة من المستشفيات»، ولمس بنفسه معاناة المرضى من ذلك فكّرس أبحاثه لدراسة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية. بعدها التحق «الزواوي» بالعمل في جامعة «طيبة» بالمدينة المنورة، وهو ما عدّه «نقطة تحول بارزة في تاريخه العلمي والعملي»، إذ أجرى دراسته الأولى حول مدى انتشار الميكروبات في ملابس الأطباء وفريق التمريض، كما أجرى دراسة أخرى عن وجود البكتيريا في هواتف الأطباء والممرضات، واكتشف أنواعًا عدة من الميكروبات من ضمنها «إم آر إس آي»، وهو نوع مشهور جدًا من الميكروبات الشديدة المقاومة. بعدها انتقل زواوي إلى أستراليا، وحصل على درجة الماجستير في علم الأحياء الدقيقة السريرية من جامعة «غريفيث» التي كرمته أيضًا، وتركزت أبحاثه على العدوى المكتسبة في المستشفيات، والبكتيريا المقاوِمة للمضادات الحيوية. ثم ابتعث لدرجة الدكتوراه من مستشفى الحرس الوطني بالرياض، إلى مركز الأبحاث السريرية التابع لجامعة كوينزلاند الأسترالية، حيث حصل على درجة الدكتوراه في علم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية. تكريم جامعة كوينزلاند قبيل نيله درجة الدكتوراه، كان حسام زواوي قد حقق شهرة كبيرة في مجال البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية حيث نشر العديد من الأبحاث والتقارير في جامعات ومراكز طبية عالمية، وهو ما دفع جامعة كوينزلاند إلى تكريمه عام 2015، لتميزه في مشاريعه البحثية الابتكارية بحماية صحة الإنسان من خطر البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، ووضعت صورته على لافتة إعلانية كبيرة على أحد الطرق السريعة بمدينة برزبن بولاية كوينزلاند، ووصفته بـ «صانع التغيير». ويومها، هنأ سفير خادم الحرمين الشريفين لدى أستراليا ونيوزيلندا سابقًا، نبيل بن محمد آل صالح، بهذه المناسبة، المبتعث زواري، وأشاد بالتفوق العلمي والبحثي الذي حققه بفضل من الله سبحانه وتعالى ثم لجهده واجتهاده لتحقيق أفضل الدرجات العلمية التي رفعت اسم المملكة في مجالات المشاريع البحثية العلمية والابتكارية لحماية صحة الإنسان. وخلال الحفل السنوي لجامعة كوينزلاند عام 2015، تم تكريم حسام زواوي نظير حصوله على جائزة رولكس للمشاريع العالمية، وتميزه بمشاريعه البحثية في مجال مكافحة الميكروبات الطبية، وذلك بحضور الملحق الثقافي السعودي في أستراليا والرئيس العلمي لولاية كوينزلاند، ونخبة من المجتمع العلمي والدبلوماسي ورجال الأعمال بولاية كوينزلاند، وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة، وإداريي الجامعة ومدراء الشركات الأسترالية والعالمية، وممثلي الحكومات والجمعيات العلمية ونخبة من الطلبة والباحثين. تمت استشارة الدكتور حسام زواوي بشأن الخطة الاستراتيجية لدول مجلس التعاون الخليجي لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، وترأس اللجنة الفرعية الوطنية للتوعية بمقاومة مضادات الميكروبات، وهو عضو سابق في اللجنة الوطنية السعودية لمقاومة مضادات الميكروبات، وتمت استشارته لتأكيد استراتيجية المركز السعودي لمكافحة الأمراض والوقاية منها. ويتضح التأثير العميق لأبحاثه ودراساته من خلال الاستشهاد المتكرر بما حققه في الوزارات المحلية والإقليمية، بالإضافة إلى الوكالات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية ومركز السيطرة على الأمراض الأوروبي. محارب البكتيريا الخارقة اشتهر د. زواوي بلقب «محارب البكتيريا الخارقة»، وقال في لقاء سابق مع موقع «نيتشر ميدل إيست»: «مصطلح البكتيريا الخارقة أو (Superbug) هو مصطلح شعبوي يعبر عن الحالة التطورية التي تحدث لكثير من الميكروبات من خلال الطفرات الجينية التي قد تجعلها مقاوِمةً للمضادات الحيوية، ولأن المضادات الحيوية هي عقاقير مهمة وقوية أثرت على حياة البشرية إيجابًا من خلال التحكم في كثير من الأمراض المعدية التي كانت تفتك بالبشرية قديمًا، فإن مقاومة الميكروبات لها تعتبر قدرةً خارقةً، ولكنها قدرة سلبية بطبيعة الحال». وأضاف: «على المستوى العالمي، تتطلب مواجهة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية تخصيص فِرق استقصاء وبائي لتتبُّع ومعرفة مدى انتشار البكتيريا الخارقة، وبالنسبة للمنطقة العربية، نحتاج إلى شبكة من الباحثين لدراسة الأنواع المختلفة من البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في المستشفيات العربية، ورفع الوعي الصحي لتقليل الاستهلاك الخطأ للمضادات الحيوية والتحذير من مخاطر البكتيريا الخارقة على صحة الإنسان». وأدت جهود وأبحاث د. زواوي إلى تأسيس شبكة لمراقبة مقاومة مضادات الميكروبات في دول مجلس التعاون الخليجي، وتبادُل البيانات والعينات حول هذه البكتيريا من خلال شبكة تعاونية من المستشفيات في دول الخليج. ولإيضاح أهمية ذلك قال د. حسام: «تعد منطقة الشرق الأوسط من المناطق الأكثر تأثرًا بالجراثيم الخارقة في العالم بسبب الوصفات الطبية الخاطئة، وارتفاع أعداد اللاجئين من مناطق النزاعات والاضطرابات في الشرق الأوسط، والاستخدام غير المسوَّغ للمضادات الحيوية، والتي أسهمت جميعها في انتشار البكتيريا الخارقة في المنطقة». كما أدت جهود د. زواوي والتوصيات التي قدمها مع مجموعة من الأطباء إلى تقنين صرف المضادات الحيوية في الصيدليات حيث باتت لا تصرف إلا بوصفة طبية، وذلك بغرض إيقاف الاستخدام الزائد وغير المبرر للمضادات الحيوية، ما قد يحولها إلى خطر يهدد سلامة وصحة الإنسان. تقرير مجلة تايم وتغريدة خاصة بالعربية كجزء من دراسته في مركز كوينزلاند للأبحاث السريرية، بجامعة كوينزلاند، تمكن زواوي من تطوير أداة تشخيصية سريعة تسمى الجرثومة الخارقة السريعة، والتي يمكن من خلالها تحديد نوع العدوى بسرعة أكبر بين ثلاث إلى أربع ساعات، بينما في المعدل الحالي يتم الكشف عن العدوى خلال ثلاثة أيام، وبالتالي تسهيل تقديم العلاج المناسب في المراحل المبكرة من العدوى والحد من انتشار المرض وحماية للأرواح والمجتمعات من انتشار هذا النوع من البكتيريا. أحدثت دراسات وأبحاث وجهود د. حسام زواوي تأثيرًا عميقًا في الأوساط العلمية والطبية، ما حدا بمجلة «تايم» الأمريكية الشهيرة لنشر تقرير عنه لكونه ضمن قادة جيل التغيير القادم. وبشكل غير مسبوق، نشر حساب مجلة «تايم» على منصة (تويتر سابقًا، إكس حاليًا) تغريدة باللغة العربية قال فيها: «تعرفوا على العالِم السعودي الذي يقاتل لقهر الجراثيم الخارقة»، وذلك تشجيعًا ودعمًا للنشر والتعريف بجهود زواوي وأبحاثه. ووصفت مجلة «تايم» الأمريكية إنجازات زواوي في تقرير ترجمته الملحقية الثقافية السعودية في أستراليا، بـ «إنجازات عملت على تطوير اختبار تشخيصي سريع يُستخدم للكشف عن الالتهابات البكتيرية في فترة تتراوح بين ثلاث إلى أربع ساعات فقط للكشف عن أي جراثيم خارقة، بخلاف الاختبار المعمول به حاليًّا والذي يستغرق في المتوسط ثلاثة أيام، وبالتالي أدى عمله إلى تسهيل تقديم العلاج». وقالت المجلة في تقريرها: «يعتقد زواوي أن موجة الاهتمام العارمة من قبل كبرى الدول بمجال البكتيريا الخارقة، دلالة على أن قادة العالم أصبحوا يولون أهمية بالغة للتهديد الذي تمثله، والتي تتسبب حاليًا في وفاة حوالي 50 ألف شخص كل عام في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا فقط». كما نشرت قناة (ناشيونال جيوغرافيك) الأمريكية تقريرًا عن أبحاث د. حسام في محاربة البكتيريا الخارقة، وقالت: «يتطلب القضاء على الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية، بطلاً خارقًا. يعمل عالِم الأحياء الدقيقة حسام زواوي على تطوير اختبارات لتحديد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية بسرعة». جهود مكثفة لتوعية المجتمع يلتزم د. زواوي برفع مستوى الوعي لدى المجتمع حول الميكروبات والبكتيريا والأمراض المعدية والصحة العامة، لذلك فهو يخصص جزءا من وقته للمشاركة في توعية المجتمع والإسهام في إثراء المحتوى العلمي عن طريق المشاركة في اللقاءات العلمية والزيارات المدرسية والحوارات والمحادثات العامة مثل «تيديكس»، والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في تبسيط العلوم، ورفع مستوى الوعي بالأمراض المعدية، وتنظيم الأحداث الخيرية لدعم صندوق الأبحاث، وكذلك من خلال الأفلام الوثائقية وآخرها فيلم (الكهف) الحاصل على جائزة «النخلة الذهبية» من مهرجان الأفلام السعودية لفئة الأفلام الوثائقية، ويتناول رحلة عالِم سعودي وآخر إيطالي إلى أحد الكهوف الخطيرة في إيطاليا لإجراء بحث علمي عن الأحياء الدقيقة فيه. وقد حصل د. زواوي على العديد من الجوائز الوطنية والدولية وشهادات التقدير، مثل جائزة «تال بوبي» للعلوم، وبطل كوينزلاند للعلوم والابتكار، وجائزة الباحثين المبتدئين من مركز الملك عبد الله الدولي للأبحاث الطبية، وجائزة «رولكس» للمبادرات الطموحة والتي تمنح كل عامين لخمسة أشخاص ساهموا بجهود ملموسة في مواجهة التحديات العالمية الكبرى لتحسين الحياة وحماية كوكب الأرض، حيث نالها عام 2014 من بين 1500 شخص رشحوا لها من مختلف دول العالم. عاشق رياضة البولو د. زواوي من عشاق رياضة البولو وممارسيها، فقد شارك في العديد من البطولات المحلية والعربية والعالمية، وتوج عام 2019 مع فريق فرسان المصمك السعودي بلقب بطولة الحبتور الاحتفالية للبولو، التي أقيمت على ملعب نادي الحبتور للبولو والفروسية في دبي، وذلك بعد أن كسب فريق «فرسان طويق» السعودي بنتيجة 9-4. وكان زواوي أحد لاعبي فريق المصمك المتوج باللقب، إلى جانب كل من الأمير عبدالرحمن بن فيصل، ومحمد الحبتور وجوستو كوتينو ودياز البردي. ويحرص زواوي في وقت فراغه على ممارسة رياضة البولو التي باتت تحظى باهتمام كبير من المسؤولين عن الرياضة في المملكة، حيث دأب على المشاركة في العديد من البطولات التي أقيمت في مناطق مختلفة من المملكة، منها بطولة ريتشارد ميل العلا لبولو الصحراء 2022 مع فريق (السعودية)، كما توج مع فريق الرياض للبولو لقب بطولة الكأس الذهبية للبولو 2023 في نسختها الثالثة التي أقيمت في ميدان البولو بمنتجع نوفا للفروسية، غرب مدينة الرياض.