على غالِقٍ

إلى الفنان عثمان ابو الليرات عَلى غَالِقٍ عِشْتَ تَسكُنُ كَالظِّلِّ فِي لَفَحَاتِ النَّهارِ، وكالضَوْءِ تَعْبُرُ مِنْ غَالِقٍ لاصْطِيَادِ الأثَرْ تُسَافِرُ فِي رِحْلَةِ الضَوء وَالظِّلِّ تَحْمِلُ نَافِذَةً لِلْوُجُودِ كَأَنَّكَ تَحْمِلُ بَيْنَ يَدَيْكَ السَّفَرْ وَتَحْتَالُ يَا صَائِدَ الوَقْتِ، إِنَّ الزَّمَانَ عَصِيٌّ عَلَى الانْتِظَارِ يَمُرُّ يَمُرُّ فَكَيْفَ تَمَكَّنْتَ أَنْ تُمْسِكَ العُمْرَ يَا سَيِّدِي فِي صُوَرْ وَكَيْفَ تَمَكَّنْتَ إِقْنَاعَهُ بِالوُقُوفِ وَلا شَيْءَ يَعْتَقِدُ العُمْرُ أَحْرَى بِأَنْ يُنْتَظَرْ. هُنالكَ كَانَتْ صَحِيفَةُ أَخْبَارِنَا غَيْرَ مَأْهُولَةٍ بِالحَيَاةِ وَكُنْتَ الحَيَاةَ فَلَابُدَّ مِنْ صُورَةٍ حَيَّةٍ كَيْ يَعِيشَ الخَبَرْ وَلَابُدَّ مِنْ شَاهِدٍ للحَقيقَةِ إِنَّ الوُجُوهَ الأَمَاكِنَ وَالذِّكْرَيَاتِ ذَخِيرَتَنَا فِي الحَيَاةِ؛ تُغَيِّرُ أَشْكَالَهَا وَلَمْ نَعْتَبِرْكَ الوَصِيَّ وَلَكِنَّكَ الشَّاهِدَ المُعْتَبَرْ وَلَكِنَّكَ الضوءُ، فِي صُورَةٍ مِنْكَ ضَوْئِيَّةٍ رحْتَ تَعْبُرُ فِي لَيْلِنَا كَالنَّهَارِ وَفِي يَبْسِ ضَحْكَاتِنَا كَالْمَطَرْ. وَرحْتَ تُرَتِّبُ بَسْمَاتِنَا فِي الوُجُوهِ وَتُصْلِحُ مَا أَفْسَدَ الحُزْنُ مِنَّا، تُرَاوِدُ ضَحْكَاتِنَا المُضْمَرَاتِ، تُصَوِّتُ وَاحِدَةً وَاثْنَتَيْنِ وَتَضْغَطُ هَوْنًا عَلَى غَالِقٍ لِتَفْتَحَ فِينَا الضَّمِيرَ المُسْتَتَرْ هُنَالِكَ يَا حَارِسَ الذِّكْرَيَاتِ وَهَبْنَاكَ مِنْ عُمْرِنَا لَحْظَةً لا تُعَادُ هُنَاكَ سَهِرْنَا عَلَى كَعْكَةِ الظِّلِّ والضَوءِ ثُمَّ نَسِينَا وَعِنْدَكَ وَحْدَكَ مَا ضَاعَ مِنْ ذِكْرَيَاتِ السَّهَرْ.