استشارات شرعية نظامية

س- ما أهمية سباقات الهجن؟ ج- في البخاري ( 2872 ) عن أنس بن مالك - رضي الله عنه _ قال (( كان للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ناقَةٌ تُسَمَّى العَضْباءَ لا تُسْبَقُ فَجاءَ أعْرابِيٌّ علَى قَعُودٍ فَسَبَقَها، فَشَقَّ ذلكَ علَى المُسْلِمِينَ حتَّى عَرَفَهُ، فقالَ: حَقٌّ علَى اللَّهِ أنْ لا يَرْتَفِعَ شيءٌ مِنَ الدُّنْيا إلَّا وضَعَهُ)) فنبينا - عليه الصلاة والسلام- كان يقيم السباق بين الهجن من الإبل. وقد أجمع المسلمون على جواز المسابقة بين الهجن وعلى جواز دفع المال في ذلك كما نقله ابن حزم في مراتب الإجماع ص١٨٣ و ابن هبيرة في الإفصاح ٢ / ٣١٨ وابن عبدالبر في التمهيد ١٤ / ٨٨. وسباق الهجن رياضة عربية أصيلة من زمن الجاهلية وكان العرب يعتنون ويتفاخرون بها وجاء الإسلام فأقرها، وجعلها من عوامل القوة والهيبة والعزة ولهذا أعتنى بها خلفاء وسلاطين وملوك الإسلام على مدى التاريخ، ولهذا نجد لسباقات الهجن مكانة خاصة عند ملوك المملكة العربية السعودية من عهد الملك الموحد عبدالعزيز - رحمه الله - الذي لم شمل البلاد على ظهور الخيل والهجن. ومن ضمن برامج رؤية السعودية ٢٠٣٠ أسس الاتحاد السعودي للهجن للمحافظة على هذا الموروث وتطويره من خلال الارتقاء به إلى معايير عالمية تتناسب َمع أصالة وعراقة تاريخ المملكة وعمقها الحضاري الحديث، وفي هذه الأيام تشهد محافظة الطائف مهرجان سيدي ولي العهد - سلمه الله_ للهجن في نسخته السادسة والذي يدل على عناية سيدي -سلمه الله- بهذه الرياضة العريقة سعياً لتنميتها والرقي بها مما يجعلها واجهة عالمية عصرية مشرقة ومشرفة لكل سعودي وعربي ومسلم.