ذكرى التباريح!

في ذكرى وفاة أبي . ذِكــــرَى تُعاودُنِي تَرْوي تَـــباريحِي والفقدُ نَـــزْفٌ تَوارى في تَواشـيحِي كمْ غُصةٍ أَخْفقتْ في البوحِ عن كمدٍ بأضلعِي حَمْـحمَتْ تَشتاقُ تَصريحِي! سَــأزفرُ الشِّعرَ تَخفيــفًا، ولاعــجتِي وضَّأتُها أَحرفًا من دمـــعِ تَـــبريحِي مهما سَــكبتُ مَـراثي القلبِ في جَلَدٍ أَظَــلُّ أبــكيهِ في ذِكْري وتَســبيحِي أَبْــكي طيوفًا من الذِّكرى مُعانِـــقةً نِـــياطَ بِرِّيَ في بَــــوحٍ وتَــــلـميحِ وَداعُــهُ المُرُّ يا(لُبـــنى) يُــؤجِـجني فَأظلَــمتْ بَعدَهُ رُوحُ المَــــصابيحِ آهـــاتُ نَــبضيَ يا(بُشرى) مُبَعثرةٌ تَستجمعُ الصَّبرَ في ضيقِ المَناديحِ فكيفَ تُوفيهِ يا (حَسَّــانُ) قافيتي وكـان يُزهِرُهـا بالوردِ والشِّـيحِ؟! سَــقَانِيَ الشِّــعرَ عَذبًا من رَوافِـدهِ حَتى تَعمْلقَ في رَكبِ الأَمــــــاديحِ وفي الطفولةِ أَنغــامٌ يُســاجِلُـــها تُهدْهدُ الأُنسَ دِفئًا في أَراجيـــحِي أَبِي، وتَنْقشُـــهُ الأمَجادُ مَــلْـحمةً سَـنَّ المَـكارمَ في يُســرٍ وتَوضِـيحِ غَـــذَّى العَــقولَ بآدابٍ ومَعــرفةٍ طُلَّابُـهُ الشُّمُّ من صَفْو الجَحاجيحِ ونَجْــمُهُ المَنهلُ البَــرَّاقُ مَفْـخرةٌ يَفيضُ جــودًا بلا رَمـزٍ وتَـــــلويحِ أَبِي، وبَــسمتُهُ في البؤسِ حَــانيةٌ تُــبدِّدُ الهَمَّ عن وجْهِ المَـــجاريحِ (أنا المُــتيمُ مَن مِثلِـي يهيم بها) معزوفةٌ قالَــها في خدِّ توشيـــحِ يَعني(المدينةَ) يَهواها، وغَرقدُها مُنًى لخافــقهِ، مَهْوَى التَّـــفاريحِ أَبِي، وتُبحِرُ في الأتَــراحِ مِحْـبرتِي وحَاءُ مَرْثِـيَـتِي هبَّــتْ بها رِيحِــي أُزمِّـــلُ النَّفسَ بالتَّفويضِ راضيةً وأسكبُ الوجدَ في شالِ التراويحِ لهُ الدُّعاءُ بنبـــضِ القلبِ أَرفــعُهُ في همسِ تَمسيتِي في نفحِ تصبيحِي يا ربِّ بابٌ إلى الفردوسِ يَجْمعُـنا والبِـــرُّ يُرشدُنِي: (هَذي مَفاتيحِي)