سعود العتيبي .. الزاهد في الظهور

رحل الزميل سعود العتيبي بعد 40 عاما من العمل الصحفي الدؤوب وبذل جهدا كبيرا كمساعد لثلاثة رؤساء تحرير في جعل جذوة اليمامة متقدة وحية حتى الآن. عندما تصل إلى مسامعنا كلمة ثناء على اليمامة كان سعود رحمه الله يحيل هذا النجاح إلى شخصي الضعيف وهذا هو الإيثار في أسمى معانيه ؛أن تؤثرالآخرين على نفسك، مع أنه كان شريكا في صناعة هذا النجاح ووضع المداميك الأولى له. أبو طلال، كان صادقا نبيلا. وعمل معي كشريك مؤسس وأعانني على النهوض باليمامة من جديد. حين عدت إلى اليمامة، تناهى إلى مسامعي أن سعودا قد اعتذر عن رئاسة التحرير بعد أن عُرضت عليه عليه وفي لحظة صفاء جلست إليه وسألته لماذا فأجابني؟ أنا زاهد يا عبد الله في الظهور، وحين ألححت عليه بالسؤال، قال أنا دائما أحب أن أكون الرجل الثاني في المنشأة أو المؤسسة التي أعمل بها، وهذا من تواضعه الجم والذي يعكس علو نفسه ونبله. وفي رأيي أنه كان يتسم بصفة القيادة بما تتطلبه من وعي وحكمة وذكاء وترتيب الأولويات في دورة العمل. وضعنا، سعود وأنا المداميك الأولى للتجديد خطوة بخطوة. وكان معي في كل التفاصيل ،لم يبخل عليّ بالمشورة، وكنت في كثير من الأحيان أرجح رأيه في اختيار عنوان الغلاف أو في اختيار عنوان موضوع، وكان بارعا في هذا الجانب. يكون سعيدا، حين يلتقط من البريد الوارد اسما لشاب أو شابة ينشرون لأول مرة وكان يتهلل وجهه فرحا ويأتيني، وهو يحمل المقالة والقصيدة، قائلا هناك طائر جميل في فضاء اليمامة، وكان يؤكد دائما أن هذا هو دور اليمامة منذ منذ تأسيسها الأول. رغم أن لسعود ميوله الرياضية، إلا أنه حين يقول رأيا في الرياضة، أو في فريق ما أو ناد ما فتشعر بالحيادية والموضوعية.