البداية أنثى..

نزهةٌ في الأعالي و(أحدوثةٌ) تتململ بين أصابعها - يتقلّبُ أبطالها النائمون وتنثرهم واحدًا.. واحدًا في أديم الغيابْ - يتثاءب خطّان في يدها والبداية ما بين حُلمٍ! وحُلمٍ! فهل سوف تمنحها عدمًا لائقًا؟ أم سترمي بنرد حكايتها في بياض الكتابْ؟ * * * قطفتْ قبل سطرين تفاحة البدءِ إذ تتمشى على مَهَلٍ وهي تمسح خد الحياةِ بأطرافها الناعمةْ لم يكن للصباح جبينٌ ولا للمساء غدائر سوداء لم تكن الأرض مولودةً بعدُ كلا.. وليس لدى الريح تعويذٌ آثمةْ كل شيءٍ قديمٌ ومختبئٌ في ضمير الحكايةِ كل المزامير شاخصةٌ للبكاءِ وثَم يدٌ تعبث الآن في الثقبِ تُرخي مسافة حرفين للنغمة القادمةْ لمستْ أول السطرِ فانبثقتْ منه أغنيةٌ وتدلى من الكلماتِ المقامْ البداية أنثى، وصوتٌ يسامر أحلامها ها هي الآن تأوي إلى ضلعهِ فتميل الحروف على نفسها وتسيل المعاني على صدرها وتفيض القصائد في بحرها وهي ترسم تحت جفون الكتابةِ كحلَ الغرامْ الكتابة عهد الأصابعِ بين يديّ كاتبٍ ويديّ قارئةْ والقراءة عهد الشفاهِ لأسطورةٍ ناشئةْ والحكاية عهد غريبين سارا معًا في دروب الكلامْ * * * حين جاءا إلى الزمن الأبديّ رسولين فاض المكان ببوحهما وتنادى البعيدون: هذا انعطاف المدى. هطلتْ رقصةٌ.. رقصتان تراءى الزمان فسيحًا لصوتيهما وتردد عبر القرون الصدى: لغةٌ إثر أخرى أناشيدُ من وجع الراحلين لفائفُ من ورق الأحجياتِ رسائلُ مخطوطةٌ لم تُفض وأخيلةٌ تتجذر في تربة الوقتِ كي لا تضيع سدى لم يكن صدفتين انحناؤهما لالتقاط الحكاياتِ من همساتِ الترابْ منذ كانا شقيين مالا إلى جهةٍ حرةٍ وجرى في بياضهما نهَرٌ ثم جاء الكتابْ