يعتبر الإنشاد في الشعر، أو التغني به كما يقولون ذا أهمية بالغة في فهم الشعر، والاستمتاع به وتذوقه. حيث إن الشعر عند العرب مرتبط بالإنشاد والتغني حتَّى التصقت به عبارات من أمثال: أنشد الشعر، وتغنَّى بقصيدة ... كما ان الشعراء ينشدون أشعارهم في أسواق مشهورة، كسوق عُكاظ في الجاهلية، وسوق المِرْبَد في الإسلام، وفي قصور الخلفاء ومجالسهم، وفي بعض مجالس الأنس والسمر وغيرها، والناس يستمعون ويطربون ويتأثرون، واستمر كذلك الإنشاد إلى العصر الحديث الذي أصبح سيدَ الموقف. وإنشاد الشعر له دور وعون كبير لأولئك الذين لا يحسنون قراءته، فيُحرَمون من الاستماع به وتذوقه، ولو سمعوه منشَدًا، لكانوا أوَّل من يتذوقون الشعر ويحسون به. لذلك كان لـ “ اليمامة “ لقاء مع شاعر من شعراء الشعر الفصيح الشاعر حسين احمد النجمي الذي أصبح تنشد اشعاره مع منشدين محترفين. - كيف ترى انشاد القصائد الشعرية بالفصحى؟ القصائد التي تؤدى لها تأثير بلا شك وان كان الشاعر او المؤدي القائه جميل، ولكن الحداء او الانشاد إذا كان بصوت مميز لا شك انه يقدم القصيدة ويجعل لها رونقا وطرابا فتؤثر في الجمهور، ويكون انتشارها أكبر وخاصه مع وسائل التواصل الحديثة، لان القصيدة العادية ممكن تقرأها فقط اما القصيدة المنشدة تقرأها وتسمعها وتشاهد من ينشدها بطريقه ملفتة، ولذلك يكون التأثير أكبر، بما انه يشترك الصوت والصورة واللحن الاجمل. - ما سر توجهك الى كتابه القصائد المتعددة المواضيع لإنشادها؟ حدثنا عن تجربتك هذه؟ الحقيقة ان تجربتي مع الانشاد يعتبر تحول نوعي فهذه التجربة اظهرتني لعالم أوسع و جعلت قصائدي بين الأضواء ، فتجربتي ل30 سنه كانت محدودة بالأمسيات والصحافة والإذاعة والتلفزيون ،و تجربه الانشاد بقصائدي اللحن والصوت اضافت لي الشيء الكثير ومختلف عن السابق ، ولا انسى بان وسائل التواصل الحديثة والبرامج التي توصل كل الاعمال أولا بأول في شتى المواضيع، فوصلت قصائدي لمختلف الدول بالإنشاد ، وكذلك تجربتي مع اشهر المنشدين والملحنين ومن ابرزهم المنشد عبدالكريم مهيوب والمنشد سعيد البحري وتركي الهويمل وجاسم المال وظفر نتيفات ،كما يعود سبب التوجه هو الانتشار الاوسع لقصائدي - هل تغني انشاد القصائد عن الامسيات؟ وهل ترى ان الامسيات الشعرية ضعفت؟ الانشاد للقصائد يختلف عن الامسيات اختلاف تنوع وليس تضاد، فبإمكان الشاعر إذا دعي إلى أمسيه يحييها، لان الامسيات الشعرية تذهب إليها اما القصائد المنشدة تأتي اليك وكذلك تجدها في وسائل التواصل المختلفة. وطبعا الامسيات الشعرية أرى بانها كأنها بدأت تضعف في الفترة الأخيرة، والاقبال عليها بالحضور أيضا قليل، وغالبا إذا اردت ان أحيي امسيه تنقل في وسائل التواصل وكذلك عندما اريد أمسيه او ندوه ممكن احضرها عن بعد، حيث ان رتيبة الحياة السريعة غيرت في بعض الأمور، فأصبح الانسان يرى الأمسية في جهازه وهو باي مكان أفضل من الحضور لذلك ضعفت الامسيات بقله الحضور اليها. - ماهي اهم المؤثرات في تجربتك الشعرية؟ منذ بدايتي كانت الموهبة الشعرية وعشقي للأدب اكبر مؤثر لي ، وكذلك كان والدي- رحمه الله - شاعرا واستمتاعي بالتجربة الأدبية واطلاعي على الشعر الحديث والقديم ، وكنت احرص على الأمسيات الشعرية خاصه في نادي أبها الادبي بحكم تواجدت تلك الفترة فيها أثناء الدراسة الجامعية وعند التحاقي بالنادي وحضوري لأمسيات لكبار الشعراء بدأت موهبتي تنضج وكل يوم امارس فيه الشعر وأقرا وأكتب اشعر بأنني أتمكن من القصيد ،وبعد ذلك أصبح إلهامي وتأثيري من داخلي وليس له أي تأثير خارجي فقد كتبت أجمل قصيدة رومانسية في ورشه سيارة . - هل تعتقد أن هناك اختلاف بين جيلكم أو ماصطلح عليه هكذا، وبين شعراء الجيل الحالي؟ وهل حققت ما تريده؟ أولا الجيل الحالي من الشعراء كالزمن الغابر يتفاوتون في الموهبة وتنميتها، فمن اشتغل على نفسه ونمى موهبته سيرتقي، وسيكون من أكبر الشعراء، أما من لم يعمل على موهبته فحتما ستموت، فالموهبة كالشجر تحتاج الى من ينميها ومن يهتم بها فان فعل فسيتمكن وإن كسل فستموت الموهبة وبالنسبة لي فقد حققت ذاتي وكتبت لأدعو الناس للمثل العليا ولكن مازلت أسعى حتى أصل إلى ما أريد، والأجمل في قصائدي لم اكتبها بعد، والشاعر إذا لم يترقى يوما عن يوم فلابد له أن يتوقف، ودواويني السبعة من أجمل ما خطت يداي بها. - من اجل أي شيء تكتب؟ أرجو ان أكتب طمعا في الأجر والثواب والتوجيه والحث على المثل العليا، وكذلك أكتب لإثبات وجودي، ومادام الله أن أنعم على بهذه الموهبة فمن الواجب ألا أبخل بها على غيري وإن كان من يستمع إلى مستمتع فلما لا أمتعه وأفيده بما منحه الله لي من الشعر.