جوّك “بيـض“

البيض أو دعنا نقول : «الكنز المتاح « ، والوجبة التي حققت المفهوم الشامل لمعنى الإشتراكية المجتمعية ؛ فغالبا ما نجد جميع طبقات المجتمع - يشتركون -في توفيره وحيازته كعنصر غذائي و أساسي في برنامجهم اليومي . الموْسرون منهم والمعسرون على السواء . فلا تكاد تخلو منه موائد الزعماء والوجهاء والسادة . فإن لم يكن في مقدمة وجبات إفطارهم ، فمن المؤكد أنه سيحضر في طلائع أطباق الحلوى ؛ إذ أنه يمثل مكونا مهما داخل الكثير منها . وفي عالم البسطاء لا مجال للاستغناء عن البيض كرافد غذائي غني ، و كمنتج محلي يسد فاقتهم ويسند حاجتهم . هذا الكنز تجاوز كونه صنف غذائي وصحي إلى ماهو أبعد من ذلك ؛ إذ أنه بات يمثل لغة عالمية واحدة يجتمع العالم بجميع أطيافه ودياناته وأعراقه على تداولها . لم يكن ذلك ليتحقق من باب المصادفة ، لولا أن لغة البيض تتمتع بالسهولة والبساطة الذي يتم فيها عملية - إحضاره وتحضيره - وهناك مثل ( هولندي ) مشهور يعود للقرن الثامن عشر يحكي مثل هذا المعنى يقول : « That’s a little egg « « دات هو إيتجي « . ويرمز إلى سهولة الحصول عليه وبسعر زهيد . لذلك تجده حاضرا في معظم تفاصيل حياتنا بتدرجاتها العمرية المختلفة ، ومن خلال احتياجاته وأغراضه المتعددة . يصنع البهجة بأجوائه وجودته ، ويضفي الفرح «بقيمته « - المليَّة والمالية - . فما أجمل أن - ننْـتقِ ونرتقِ - حين نختار عباراتنا خاصة فيما يتعلق بالنعم التي تستوجب الشكر ! ولا نروّج لما من شأنه التقليل منها ، كعبارة « جوَّك بيض « والتي انتشرت في أوساط الشباب ؛ كتعبير عن الملل والضجر من طقوس ما ، أو شخصيات ما ، أو أيـّا كان . فإن مثل هذا - التناول والتداول - لا يمثل استخدام العقلاء ، بل ما أبعده عن تقوى القلوب .