دهشة الأسماء الأولى.

في كل عدد نسعى لتقديم مادة تثري القارئ وتضيف إلى المشهد الثقافي، غير أن فرحتنا تتضاعف حين نصادف أسماء جديدة تطل للمرة الأولى بنصوص تشدّك منذ السطر الأول. وقد لخّص رئيس التحرير هذا الانطباع بعبارة معبّرة وهو يحيل إلينا مذكرات جواهر المري “امرأة من الربع الخالي” قائلاً: «إنها كتابة لا تُمل». لا أعرف كم مرة أعدت قراءة ما كتبته جواهر بنت راشد المري وعايدة عبدالله، وهما اسمان نقدّمهما اليوم للمرة الأولى، لا نعرف عنهما الكثير، ولا عن تجربتهما الكتابية، لكن ما أعرفه يقينًا أن نصوصهما جاءت مدهشة منذ إطلالتها الأولى. عادة لا نميل إلى المباهاة العلنية بالأسماء الجديدة، لكن هذه المرة يبدو الأمر وكأنه مكسب شخصي، إذ ندرك أن مهمة الصحافة الثقافية لا تقتصر على الاحتفاء بالأسماء الراسخة فحسب، بل على افساح المجال للمواهب التي تحتاج أن تُسمع. فالمشهد الثقافي لا يتجدد إلا بدماء وأصوات جديدة. وقد يكون من المصادفة أن تقديم هذين الاسمين الجديدين يترافق مع تخصيص الملحق ملفه الأساسي لروائية كبيرة، هي المبدعة أميمة الخميس، كان ظهورها في الساحة الثقافية قبل نحو ٤٠ عامًا حدثًا مبهجًا، ليصبح هذا العدد من الملحق جسرًا بين الأجيال، يجمع بين الخبرة والإبداع المتدفق، ويؤكد استمرارية الثقافة والأدب، حيث تتفاعل الخبرة مع الأصوات الجديدة، وتظل الحركة الثقافية حية بوجود كل هذه الأصوات النسائية المتألقة.