قاوِمْ
تحيط بك أرواح لا تفهمك؟ وتشعر أنهم غير قادرين على استيعابك، أو استيعاب اختلافك عنهم؟ تشعر بالرغبة أكثر في العزلة والاكتفاء بأشيائك الجميلة التي تفرحك؟ لا تقلق.. عليك فقط أن تقاوم، وأن تستمر، فأنت في طريقك الشاق والطويل في رحلة الوعي والفرادة. *** ترى البؤس حولك في عقول تعجز أن تقنعها؟ وتعجز في إيصال فكرتك لها؟ وتشعر بالضيق من إساءتهم الظن بك؟ وتستطعم المرارة في حلقك من صناعتهم لصورة ذهنية عنك؟ تشعر بالإحباط من إساءة الفهم؟ لا تبتئس.. ولا تيأس.. عليك أن تقاوم، فما هي إلا مسألة وقت، وإن طال، وستجدهم يقتنعون بنفس تلك الأفكار التي خاصموك بسببها، أو أساؤوا بك الظن لأجلها. أنت فقط تدفع ثمن سباقك لزمنك، والأشواط التي قطعتها مبكراً. لماذا عليك أن تدفع الثمن؟ لأن الثمرة التي ستحصل عليها لا تقارن بذلك الثمن اليسير. الثمرة التي ستأتي في نهاية الموسم تغسل كل أتعابك. الثمرة هي الفرادة، والاستقلالية، والانتشاء، والانتباه لحقيقة السعادة التي ستصبح أقرب إليك من أي إنسان آخر غارق في الغفلة، وفيما يغرق فيه معظم الناس. الثمرة فعلياً تستحق كل ذلك التعب. *** عليك أن تقاوم التزييف، وما يطفو على السطح.. عليك مقاومة الأفكار السلبية التي هي أشبه ما تكون بالدود الذي لا يطيب له العيش سوى في أجساد الكائنات الحية. كذلك تلك الأفكار السلبية لا يطيب لها البقاء سوى في الأذهان، وكلما حاولت طردها تشبثت ورجعت، كالذباب الذي يقتحم البيوت، فيظل يسبب الإزعاج حتى يخرج أو يُقضى عليه. *** الحذر الحذر من انطفاء الشغف في روحك. اصنع لك أي دهشة.. من أي شيء. *** أهم ما عليك أن تقاومه هي نفسك.. عليك الحذر من أن تكون عدواً لنفسك، إما بسبب أفكارك وتصوراتك، أو بسبب ما تضعه حول نفسك من أجواء تبقيك في ذات الدائرة. ولقد قيل: أنت ما تفكر فيه. قاوم أفكارك قبل أن تقاوم أعباء الحياة وتقلباتها.. وكذلك.. قاوم نفسك.