نحاولُ ما استطعْنا.

1 - أمامَ ممحاةِ الوقت إلى الصديق جعفر عمران المقاهي والأراجيلُ، أباريقُ الشّاي والندلُ، ومَلاقطُ الجمرِ اِدَّخرناها لِتكونَ أكثر أماناً، لَم تَستطعْ الشوارعُ الحديثةُ اِبتلاعَها، وَلِكي نَهَب أنفسَنا ظِلالاً أقَمنا الكُتبَ، تَركنا أبوابَها مفتوحةً وَوَقفنا إلى جوارِها مُتأهّبِين، كُنا حذرِين مِن مِمْحاةِ الوقتِ الجاهلةِ، اِنْتخبنا أماكِنَ عاليةً في الصُّدورِ وَرتّبناها بِرفقٍ فيها، لِئلّا تُخدشَ أو تُنهب سَلَّطنا عليها ضَوءَ المحبةِ وَوقفنا على لَمْعتها وعلى نُقوشِها وَزَخارفِها الأثيرةِ حارسين؛ كنا نَعلمُ أنّنا دونَ فِعلِ ذلك سنكون عُرضةً لِلسّقوطِ مِن الكلماتِ والنّبراتِ؛وأننا بِذلك وبِغيرهِ نُحاولُ ونحاول ونحاول ما اِسْتطعنا أنْ نَنْجو. 9 أغسطس 2025 2 - همزةٌ على أَلِف الصُّوَر إلى الحاضر: حامد سليمان يحتاجون إلى وقتٍ أولئك الذين من صُوَرِهم يَجيئون، ومِن ألوانِ قُمصانِهم، يَضعونَ اِبتساماً أَعدُّوهُ لِساعةٍ كهذهِ، اِبتساماً حَمَلوه معهم وَتَركوهُ في البياضِ، لا يُريدون أنْ يَتِيهوا في الغيابِ، ولا يريدون أن يُوصَموا بِالتّخلّي، فَيحفرونهُ أثراً في أوّل الصّورِ، فلا يُمكِنُ لِلعابرِ إلا أنْ يراهُ ولا لِلفاقِدِ إِلّا أنْ يُصابَ بِه، يُعلّقونهُ هَمزةً على ألفِ الصّوَر، حتّى لا يَظنّ أحدٌ أنّهم أخْلَفوا وَأنّهم لن يَعودوا؛ أو أنهم اِثّاقّلوا إلى صَمتِهِم وَعُزْلتِهم.. أو رُبّما أعْشاهُم ضَوءُ وُجوهِهِم وَانْشغالُهم بِظُهورِهم المُدارةِ بِإحْكامٍ، فَلَم يَنتَبِهوا وَسَقطوا في أوَّلِ نَشِيجٍ وعلى صَدْعِ حاجَتِهم الحادّةِ إلى وقتٍ لَم يَجِدوا في حَقائِبهم شيئاً مِنْه. 20 أغسطس 2025