
شهدت مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره التي دخلت هذا العام دورتها الخامسة والأربعين، مشاركة قياسية بتواجد 179 متسابقًا يمثلون 128 دولة، وهو الأعلى منذ تأسيسها عام 1399هـ. تنظم وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد هذه المسابقة سنويا، وتوليها اهتمامًا بالغًا وعناية كبيرة، وتسخّر لها الإمكانات كافة، إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء –أيدهما الله– وبمتابعة معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد المشرف العام على المسابقة الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، انطلاقًا من دور المملكة الريادي في خدمة كتاب الله ورعاية أهله على مستوى العالم. وتُجسد مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره، نهج القيادة الرشيدة في العناية بالقرآن الكريم وأهله وتعظيم شأنه، ودعم كل ما يخدم نشره وتعليمه. المسابقة أقيمت في رحاب المسجد الحرام بمكة المكرمة خلال الفترة من 15 إلى 26 صفر الماضي، وتنافس المشاركون في خمسة فروع شملت: حفظ القرآن الكريم كاملًا بالقراءات السبع المتواترة من طريق الشاطبية «روايةً ودرايةً» مع حسن الأداء والتجويد، وحفظ القرآن الكريم كاملًا مع حسن الأداء والتجويد وتفسير مفردات القرآن الكريم كاملًا، وحفظ القرآن الكريم كاملًا مع حسن الأداء والتجويد، وحفظ خمسة عشر جزءًا متتاليًا مع حسن الأداء والتجويد، وحفظ خمسة أجزاء متتالية مع حسن الأداء والتجويد. تقنيات حديثة وتحكيم إلكتروني حققت المسابقة تطورًا في التقنيات وزيادة في أعداد المشاركين والدول وقيمة الجوائز، وشكل استحداث نظام التحكيم الإلكتروني في عام 2019م نقلة نوعية في المسابقة، وبعد تطوير نظام التحكيم في الدورة الحالية أصبح أكثر دقة وسرعة في احتساب الدرجات، وربط النتائج بلوحة تحكيم إلكترونية، وبناء أسئلة شاملة تضمن العدالة والشفافية في التحكيم، وهو ما يعكس النظرة المستقبلية في توظيف التقنية الحديثة لخدمة المسابقة وتحقيق أعلى معايير النزاهة والشفافية. كما بثَّت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد عبر شاشات عرض عملاقة، فعاليات التصفيات النهائية للمسابقة، حيث عرضت تلاوات المشاركين مباشرة أمام الزوار والحضور، مع تفاصيل الجلسات ومعلومات المتسابقين بدقة ووضوح. اعتماد أسماء الفائزين اعتمد معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، نتائج وأسماء الفائزين في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في دورتها الخامسة والأربعين. وفاز بالمركز الأول في الفرع الأول المتسابق محمد آدم محمد من جمهورية تشاد، وحصل على مبلغ (500.000) ريال، وبالمركز الثاني أنس بن ماجد الحازمي من المملكة العربية السعودية، وحصل على مبلغ (450.000) ريال، وبالمركز الثالث سنوسي بخاري إدريس من نيجيريا وحصل على مبلغ (400.000) ريال. وفي الفرع الثاني فاز بالمركز الأول المتسابق منصور بن متعب الحربي من المملكة العربية السعودية وحصل على مبلغ (300.000) ريال، وفاز بالمركز الثاني عبدالودود بن سديرة من الجزائر وحصل على مبلغ (275.000) ريال، وفاز بالمركز الثالث إبراهيم خير الدين محمد من إثيوبيا وحصل على مبلغ (250.000) ريال. وجاء الفائزون في الفرع الثالث كالتالي: المركز الأول محمد دماج الشويع من اليمن وحصل على مبلغ (200.000) ريال، وفاز بالمركز الثاني محمد محمد كوسي من تشاد وحصل على مبلغ (190.000) ريال، وفاز بالمركز الثالث بدر جانج من السنغال وحصل على مبلغ (180.000) ريال، وفاز بالمركز الرابع محمد أمين حسن من الولايات المتحدة الأمريكية وحصل على (170.000) ريال، وفاز بالمركز الخامس محمد كمال منسي من فلسطين وحصل على (160.000) ريال. وفي الفرع الرابع فاز بالمركز الأول نصر عبدالمجيد عامر من مصر وحصل على مبلغ (150.000) ريال، وبالمركز الثاني بايو ويبصونو من إندونيسيا وحصل على مبلغ (140.000) ريال، وبالمركز الثالث فاز المتسابق طاهر باتيل من جزيرة لاريونيون وحصل على مبلغ (130.000) ريال، وفاز بالمركز الرابع يوسف حسن عثمان من الصومال وحصل على (120.000)، وفاز بالمركز الخامس بوبكر ديكو من مالي وحصل على (110.000) ريال. وفاز في الفرع الخامس بالمركز الأول أنوى إنتارات من مملكة تايلند وحصل على مبلغ (65.000) ريال، والمركز الثاني صلاح الدين حسام وزاني من البرتغال وحصل على مبلغ (60.000) ريال، والمركز الثالث شاينغ وانا سو من ميانمار وحصل على مبلغ (55.000) ريال، وفاز بالمركز الرابع عبدالرحمن عبدالمنعم من البوسنة والهرسك وحصل على (50.000) ريال، وفاز بالمركز الخامس أنيس شالا من كوسوفو وحصل على (45.000) ريال. وأشاد معالي وزير الشؤون الإسلامية بمستوى المشاركين في الجائزة، مقدمًا التهنئة للفائزين ولمرافقيهم بهذا التفوق والإنجاز، داعيًا الله أن يجزي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- على عنايتهما لكتاب الله الكريم ورعايتهما لهذه المسابقة القرآنية وتكريمهما لأهل القرآن من دول العالم. إشادات وزيارات وتوثيق حظي المشاركون في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره، بزيارة مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة، وذلك ضمن البرامج الثقافية التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد للمشاركين خلال زيارتهم للمدينة المنورة. وقدّم المشاركون شكرهم لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف على ما يقدمه من جهود وأعمال متواصلة في طباعة المصحف الشريف وترجمته ونشره بمختلف لغات العالم، وأشادوا بما تبذله الوزارة من جهود نوعية في نشر كتاب الله الكريم بمختلف الوسائل. وفي ختام الجولة، قدّمت الوزارة ممثلة بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف نسخًا من المصحف الشريف والتفسير الميسر بعدة لغات عالمية كهدية للمتسابقين ومرافقيهم، كما التقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة. تدشين المصحف المرتل لقراء المسابقة دشّن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة، بحضور معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، المصحف المرتل لقراء مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره في دورتها الخامسة والأربعين، وذلك خلال الحفل الختامي للمسابقة، الذي تشرّف سموه بحضوره نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-. ويُعدّ المشروع النوعي سابقة تاريخية تُسجَّل لأول مرة منذ انطلاقة المسابقة قبل 48 عامًا، وقامت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، بإشراف ومتابعة معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، وبالتعاون مع هيئة الإذاعة والتلفزيون ممثلةً في المركز السعودي للتلاوات القرآنية والأحاديث النبوية، بالإشراف على إصدار هذا المصحف المرتل الذي تولى المركز تنفيذه عبر مراحل التسجيل والمونتاج والمراجعات الفنية المتخصصة. وأُنجز في مدة قياسية لم تتجاوز سبعة أيام، عبر ثلاث وحدات تسجيل متخصصة أُقيمت في مقر المسابقة بمكة المكرمة، ليكون جاهزًا للنشر والبث عبر الإذاعات والقنوات العربية والإسلامية والمنصات الرقمية. وانطلقت مراحل العمل بترشيح القراء المشاركين من قِبل لجنة التحكيم في التصفيات الأولية وفق معايير الضبط والتجويد، تلتها عملية فرز دقيقة وفق معايير جمال الصوت وحسن الأداء، ومرحلة التسجيل التي جرت بحضور مراقب متخصص للتلاوة، أعقبها المونتاج والتحرير الصوتي. وخضع المصحف المرتل لمراجعتين متتاليتين من قبل فريق المركز في الرياض، شملت معالجة الملاحظات وإعادة التسجيل عند الحاجة، وصولًا إلى مرحلة الإخراج والمراجعة النهائية. ويأتي هذا المشروع الريادي ليُشكّل إضافة تاريخية للمسابقة القرآنية الأعرق عالميًا، ويجسّد حرص المملكة على خدمة القرآن الكريم وأهله، وترسيخ رسالتها العالمية في نشر كتاب الله عبر الوسائل التقنية والإعلامية الحديثة. قصص ملهمة تعددت القصص الملهمة لحفاظ كتاب الله الكريم المشاركين في المسابقة، ومنها قصة الشاب عبدالمحسن إبراهيم من جمهورية توغو، الذي أوضح كيف يمكن لنسخة من القرآن أن تغيّر مسار حياة، وكيف أن بذرة الخير التي تزرعها المملكة في أقاصي الأرض، تُثمر حفظةً يتلون كتاب الله في أقدس البقاع. وقال عبدالمحسن بابتسامة يغلبها الامتنان: «كنت في العاشرة من عمري حين أهداني والدي نسخة من المصحف الشريف، حصل عليها من مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، خلال زيارته للمدينة المنورة، لم أكن أعلم حينها أن هذه الهدية ستكون بداية رحلتي المباركة مع كتاب الله الكريم». أربعة أعوام فقط كانت كافية ليحفظ عبدالمحسن القرآن الكريم كاملًا عن ظهر قلب، بذلك المصحف الذي لا يزال يحتفظ به حتى اليوم، ويصفه بأنه أغلى ما يملك. وفي ختام حديثه رفع الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- على عنايتهما العظيمة بالقرآن الكريم وأهله، وعلى دعمهما المتواصل لطباعة المصاحف بمختلف اللغات وتوزيعها على المسلمين حول العالم. أما غيث البربوشي، وهو متسابق من فرنسا، فقد بدأ مشواره القرآني في سن الثانية عشرة، والتحق بحلقات التحفيظ بدعم وتشجيع مستمر من والده الذي كان حريصًا على غرس حب القرآن في قلبه، ولم يمضِ سوى عامين حتى أتم حفظ كتاب الله كاملاً بفضل الله تعالى، ثم بتوجيه معلميه ومتابعة أسرته. ويصف غيث رحلته مع القرآن بأنها من أجمل محطات حياته، مؤكدًا أن لحظات الحفظ والمراجعة كانت مليئة بالسكينة والبركة، وأن الفضل بعد الله يعود لوالده الذي لم يتوانَ عن توفير البيئة المناسبة وإلحاقه بالبرامج القرآنية التي صقلت قدراته. وأعرب البربوشي عن امتنانه العميق لكل من ساعده ورافقه في هذه المسيرة المباركة، موجهًا شكره الخاص للقائمين على المسابقة لما وفرته من بيئة تنافسية راقية بين حفظة كتاب الله من مختلف دول العالم، متمنيًا أن يحظى بفرصة العودة للمشاركة في الدورات القادمة، وأن يظل القرآن رفيق دربه ونور حياته.