تلويحة

الأغنية الأخيرة.

كانت "الله يرد خطاك" الأغنية الأخيرة التي رحل وهو يؤديها قبل أن يكملها على مسرح المفتاحة وبقي طلال على "دروب خلانه" مقيما وفي أفئدتهم شجنا لا يموت. سقط على المسرح وهو مكانه الطبيعي مثلما يتمنى الطبيب أن يموت في عيادته والفلاح في حقله والمعلم في فصله الدراسي، ولم يكن غريبا أن يبدأ طلال حياته الفنية على المسرح ويرحل عليه. طلال.. قارىء القرآن وكافل الأيتام والمحسن إلى من يعرفه ومن لا يعرفه والمانح بيمينه مالا تعرف شماله، لقد عاش في عصر يتفاخر فبها فنانون بأرصدتهم المالية وفنانات بقيمة الذهب الذي يطوق أعناقهن وصدورهن. تنامى حبه في قلوبنا ونبت في قلوب الجيل الذي وُلد بعد رحيله والذي عرفه شجنا في أغنية أو ذكرى في لحن. لم تفزع هذا الجيل الأفاعي التي تخرج من قبره "كما زعم المتشددون أعداء الحياة" ليشيطنوا صورة الفنان ويشوهوا صورة الفن ،فتنامى حبه في القلوب زهورا تنبض بالحب وتشع بالخلود. يعود طلال إلينا كلما أحسسنا أننا بحاجة إلى لحظة فن حقيقي في زمن الزيف الغنائي لنردد معه "الله يرد خطاك لقلوب خلانك .. لعيون ما تنساك لو طال هجرانك" *المحرر