ما بين طلال مداح ومحمد عبده..

مسيرة ود لم تُفسدها العناوين المثيرة.

لم تكن العلاقة بين طلال مدّاح ومحمد عبده مجرّد تنافس على صدارة المشهد؛ بل كانت محرّكًا خلاقًا أفرز أعمالًا خالدة، ونسج احترامًا متبادلًا ظلّ يزداد رسوخًا مع السنين. فعلى الرغم من “المناوشات الصحفية” التي أغرت بها العناوين في بعض الفترات، حافظ الفنانان على لغة تقدير رفيعة، يلمسها الجمهور في المواقف والسلوك قبل التصريحات. وفي أكثر من مناسبة، أكّد محمد عبده مكانة طلال مدّاح وتقديره الشخصي له، وعبّر عن ذلك بعبارات باتت شاهدة على عمق العلاقة: طلال “قيمة فنية” و“أستاذي وأخي وزميلي”، وهو الذي “سبقنا بجيل” و“ترك لنا خطًّا نمشي عليه، خطّ المحبّة والصفاء”. ويضيف أبو نورة واصفًا خصال الراحل: “شخصيّته تلقائيّة جميلة… أعرفه جيّدًا؛ سريرته طيّبة وقلبه طيّب”. ولذا، حين “نؤرّخ للفن الشجي في المملكة العربيّة السعوديّة الحقيقي، فإنّنا نبدأ من عند طلال مدّاح”. تقاطعت مسيرتاهما على مسارح المملكة والخليج والوطن العربي، وفي المناسبات الوطنية والثقافية، فكوّنا معًا ذاكرةً سمعيّةً مشتركة لجيل كامل. ولم يكن هذا الاعتراف المتبادل مجرّد إطراء، بل هو قيمة أخلاقية أضافت بعدًا راقيًا لتاريخ الأغنية السعودية، تؤكد أن الفن يمكن أن يتقدّم على الأنا، وأن الودّ الأصيل لا يبهت. هنا مجموعة صور تجمع الفنانين الكبيرين طلال مداح ومحمد عبده، التُقطت في مراحل مختلفة من مسيرتيهما، تكشف عمق الارتباط بينهما، وتوثّق التقدير الكبير الذي حمله كلٌّ منهما للآخر، منذ البدايات وحتى قمّة المجد الفني.