روحٌ حُبلى بمسافتين

أوقدتُ قلبي وأخمدتُ الشياطينا وما ادّخرتُ لروحي غيرَ (آمينا) ودُستُ أوهاميَ اللاتي شَقِيتُ بها ولم أكاشفْ بأحلامي ابنَ سيرينا واخترتُ أن أطفئَ الميقاتَ، إن له عينًا تسُلُّ عليّ الغَمزَ سكّينا في عتْمةٍ لا أراني، وِجهتي شبحٌ يغيبُ حينًا ويبدي وجهَه حينا ناءٍ أجالسُ أنفاسي وأسئلتي والليلَ والشفَقَ الممطولَ والطينا وكنتُ في سفرِ الأحلامِ مندلقًا أقتصُّ في الروحِ آثارَ الـمُخِبّينا وليتني كنتُ موسى إذْ تؤانسُه نارٌ أضاءت له في طورِ سينينا أو كنتُ يونسَ لـمّا أُدحِضَ اشتعلتْ أوجالُه، فحَباه الله يقطينا *** أنا السفينةُ في حُبّين عالقةٌ تصبو لبحرٍ، وتهوى رأفةَ الـمِينا