سماحة الشيخ عثمان بطّيخ مفتي تونس لـ«اليمامة»:

المملكة توفّر في كلّ موسم حجّ أسباب النجاح له.

في حوار خاصّ تنفرد به « اليمامة « أكّد سماحة الشيخ عثمان بطّيخ مفتي الجمهورية التونسية أنّ « في كلّ موسم حجّ توفّر المملكة العربية السعودية كعادتها جميع أسباب النجاح له « وقال إنّ ذلك يتمثّل « بتطوير الخدمات والإجراءات اللوجستية وغيرها خدمة لحجّاج بيت الله الحرام حتّى يكون الموسم في أحسن الظروف وأطيبها من سنة إلى أخرى». وأبرز سماحة المفتي أنّ « مظاهر رعاية المملكة لضيوف الرحمان متزايدة ومتنوّعة ومتطوّرة بما وفّرته من إمكانيات كبرى حتّى يتمّ موسم الحجّ في هذه السنة في أحسن الأحوال وأجودها بتوجيهات وتعليمات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – «. وفي حديثه عن أهميّة الحجّ قال مفتي تونس إنّ « من حكم الحجّ أنّه مؤتمر سنوي إسلامي وملتقى عالمي ومدرسة مثلى في حسن التعايش بين مختلف الأقوام والعادات المتنوّعة يضمّ كلّ الجنسيات والأعراق على أرض واحدة وفي ميعاد واحد». ودعا الشيخ عثمان بطّيخ الحجيج إلى ضرورة « الالتزام بتطبيق التعليمات والتقيّد بكلّ الإجراءات، خصوصا الصحيّة منها والتنظيمية» وإلى مزيد من التمسّك بروح عقيدتنا الإسلامية. وفي ما يلي هذا الحوار: شعور بالفرح والاطمئنان *سماحة المفتي ما هو شعوركم بمناسبة عودة مناسك الحجّ إلى وضعها الطبيعي بعد الخروج من جائحة كورونا بسلام؟ *لله الحمد والفضل، إنّه شعور بالفرح والانشراح والغبطة والاطمئنان... ولا شكّ أنّ موسم الحجّ لهذه السنة الهجرية الجديدة يأتي بعد ظروف صعبة مرّت على العالم بسبب جائحة كورونا الوبائيّة، فهذا والحمد لله من فضل ربّي اللطيف بعباده. وإنّ كلّ مسلم يشعر الآن بالفرحة بمناسبة العودة العادية لمناسك الحجّ بعد الخروج من جائحة كورونا، ولا يسعنا إلاّ أن نشكر المولى سبحانه وتعالى الذي أعاننا على التّخلّص من هذا الوباء، ثمّ نشكر المملكة العربية السعودية على المجهود الكبير الذي قامت به في هذا الصدد مادياً ومعنوياً مع التّنظيم المحكم والوقفة الحازمة في تطبيق كلّ الإجراءات التي قرّرتها وما تقدمه المملكة للحرمين هو محل فخر واعتزاز المسلمين في بقاع الأرض. أهميّة الحجّ *ما هي أهميّة الحجّ في ديننا الإسلامي الحنيف؟ *للحجّ أهميّة كبرى في الإسلام، فهو ركن من أركانه الخمسة الثابتة رغم أنّ حجّ البيت هو من استطاع اليه سبيلاً أي للقادرين ماليّاً وصحيّاً، إلى جانب شهادة أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّداً رسول الله، والصّلاة والزّكاة والصّوم. إنّ الحجّ في عقيدتنا القويّة رباط إسلامي مقدّس يجمع المسلمين كافّة في مشارق الأرض ومغاربها في موسم الخير والصفاء يلتقي فيه الحجيج من كلّ أنحاء المعمورة في مؤتمر سنوي إسلامي يبرز قوّة الحجّ الضخمة حيث يتبادل فيها المسلمون وأهل الرأي وصنّاع القرار في مقدّمة صفوفهم في جميع ميادين الحياة الآراء والخبرات والتجارب يتدارسون شؤونهم وشؤون دينهم ومجتمعاتهم، موحّدين وخاشعين وأقوياء، وهذه حكمة أساسية من حكم الحجّ، يجب ألا تغيب عن كلّ حاجّ. وإنّ كلّ الاستعدادات والتطويرات على قيمتها لأهمّية فريضة الحجّ الذي هو ركن من أركان الإسلام – كما قلنا -، ولكن الله عزّ وجلّ قيّده بالاستطاعة المالية والبدنيّة ولم يوجبه على غير القادر عليه، لذلك نلاحظ ذلك التزاحم على الذهاب إلى الحجّ ولو من غير القادرين عليه بيسر، فيقترضون القروض ويثقلون كواهلهم، فضلا عن أن تكون صحّة البعض لا تسمح لهم من حيث السنّ أو المرض، ولا يكلّف الله نفسا إلّا وسعها. رعاية من المملكة متزايدة *في رأيكم ما هي مظاهر رعاية المملكة لضيوف الرحمان والإحاطة بهم؟ *في كلّ موسم حجّ توفّر المملكة العربية السّعودية كعادتها جميع أسباب النجاح له بتطوير الخدمات والإجراءات اللوجستية وغيرها خدمة لحجّاج بيت الله الحرام حتّى يكون الموسم في أحسن الظروف وأطيبها من سنة إلى أخرى. ومظاهر رعاية المملكة لضيوف الرّحمان متزايدة ومتنوّعة ومتطوّرة بما وفّرته وتوفّره من إمكانيات كبرى حتّى يتمّ موسم الحجّ في هذه السّنة في أحسن الأحوال وأجودها بتوجيهات وتعليمات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيزـ حفظه الله – وأعتقد أنّ حجّاج بيت الله الحرام سيجدون الظروف الملائمة المتيسّرة التي تساعدهم على القيام بمناسكهم بكلّ أريحيّة. الحجّ مدرسة وملتقى عالمي *بالنسبة إليكم، ما هي واجبات الحجيج حتّى يكون موسم الحجّ في ظروف ممتازة؟ *على الحاج الالتزام بتطبيق التعليمات والتقيّد بكلّ الإجراءات، خصوصاً الصحيّة منها والتنظيميّة، مع الاشتغال بالعبادة والصلاة والدعاء خاصّة وأنّ المملكة تتيح كلّ وسائل الرّاحة. وعلى الحاج أن يتصرّف بحكمة ورويّة وصبر لأنّه سفير أهله وذويه ووطنه، مع السلوك الحسن والكلمة الطيّبة وحسن التّعامل مع الآخرين بأخلاق نبيلة سامية. فالحجّ مدرسة مثلى في حسن التّعايش بين مختلف الأقوام والعادات المتنوّعة، فهو ملتقى عالمي يضمّ كلّ الجنسيات والأعراق على أرض واحدة وفي ميعاد واحد. التمسّك بروح العقيدة *بالإضافة إلى ذلك هل لديكم رسالة معيّنة تريدون توجيهها إلى حجيج هذا العام؟ *أوصيهم بالانضباط والتّعاون والتّحابب وبمزيد التمسّك بروح عقيدتنا الإسلاميّة. ونسأل الله العليّ القدير أن يبارك في حجّ هذا العام، وأن يجعله مبروراً على جميع الحجّاج.. ووفّق الله القائمين على هذا الموسم وجزاهم بأحسن المثوبات، في مقدّمتهم الملك سلمان ووليّ عهده الأمير محمّد بن سلمان.