نحو استقرار سوريا .

لم يعد كيان الاحتلال الإسرائيلي يخجل من أحد، فالأحداث الماضية التي أشعلتها إسرائيل أو ساهمت في تفاقم تداعياتها، من خلال تأجيج فئات في الداخل السوري، والسعي لخلق فتنة طائفية، قد أثبتت للعالم أن هذا الكيان التخريبي لا يريد أي فرصة لتحقيق سلام حقيقي في المنطقة. كانت حادثة السويداء في سوريا قبل أسبوع مثالاً على سلوك العربدة السياسية والعسكرية التي تنتهجها إسرائيل منذ قيامها حتى الآن. فبمجرد ما تنفس العالم والمنطقة الصعداء من زوال نظام الأسد المجرم، وباتت الدولة السورية الجديدة تسابق الزمن للبناء والتنمية وتحقيق السلام، قامت إسرائيل بحماقة قصف دمشق، في مسعى لتفجير الأوضاع في المنطقة. انتهت الأحداث على أية حال، ووقفت الدول العربية وتركيا وكذلك أمريكا إلى جانب سوريا، وصحيح أن أمريكا طلبت من إسرائيل التوقف عن تصعيد الوضع مع سوريا، إلا أن هذا لا يكفي في ردع إسرائيل كما ينبغي، وهي القادرة على ذلك؛ فالوضع في غزة يتفاقم سوءاً يوماً بعد يوم، وآلة القتل والتجويع مستمرة في الفتك بالغزّيين كل يوم. وكعادتها في وقوفها مع سوريا والسوريين، ومنذ اليوم الأول لسقوط نظام الأسد، أدانت المملكة الهجمات الإسرائيلية على دمشق، ووقفت إلى جانب الإدارة الجديدة في أحداث السويداء الأخيرة، ولم يتوقف الأمر عند التعاطف فحسب، بل امتد إلى التعاون المشترك أمنياً واقتصادياً وتنموياً، وكان آخر ما طالعتنا به الأخبار من سوريا هذا الأسبوع استقبال الرئيس أحمد الشرع لوفد من المستثمرين السعوديين إلى جانب ما أعلنته سفارة المملكة في سوريا عن إتاحة تراخيص السفر للراغبين من رجال الأعمال السعوديين والسوريين لتبادل الزيارات واستكشاف الفرص الاستثمارية في البلدين الشقيقين. لدى المملكة رغبة جادة في نهوض سوريا، وهي تعمل في هذا الملف على جبهات متعددة، ولكن هل يتفاعل العالم مع هذه الرغبة؟ هل لدى الدول الكبرى نفس الحماس السعودي لإرساء الاستقرار والازدهار في سوريا؟ إن على المجتمع الدولي أن يتذكر دوره تجاه سوريا والمنطقة، وأول ذلك ردع إسرائيل وتحييد جنونها العبثي.