أَبْهَا

أَعِيدِي صِبَايَ الغَضَّ يَا زَهْرَةَ الرُّبَا وَهَاتِي لِيَ الأَنْدَاءَ والغَيْمَ مَرْكَبَا وَهَاتِي زَمَانَ الوَصْلِ حَقْلًا أَرُومُهُ وَنَهْرًا تَمَطَّى في فَلَاتِي وَمَلْعَبَا كأني إِذَا ما لاحَ مِنكِ المُنَى غَضًى تَرَاقَصَ في عَيْنَكِ حَتَّى الهَوَى رَبَا سَقَيْتُكِ كَأسَ الحُبِّ شَهْدًا أَسَلْتُهُ وأَجْرَيْتُ نَهْرَ الوَصْلِ في الرُّوحِ أَضْرُبَا طَرُوبًا أُغَنِّي العُمْرَ أَحلَامَ أَمْسِهِ وأَجْتَرُّ مِنهَا مَا تَنَاءَى ومَا نَبَا لعَمْرُكِ ما لَاحَتْ لِعَيْنَيَّ ومْضَةٌ بِدُنْيَاكِ .. إلَّا قُمْتِ للرُّوحِ مَطْلَبَا وَقُمْتُ أُناجِي الأَمْسَ: رِفْقًا بِمُهْجَتِي مَتَى ما تَمَطَّتْ في حِمَاهَا رُؤَى الصِّبَا أُسَافِرُ بالآمَالِ.. والرِّيحُ مَرْكَبِي أَرُومُ المُنَى.. أَشْتَاقُ جَفْنَيْكِ مَهْرَبَا وَكَمْ كُنْتِ لِي -رَيَّانَةَ العُودِ- مَوْرِدًا نَقِيًّا.. إِلَيْهِ الرُّوحُ تَمْضِي تَطَبُّبَا! وَكَمْ كَنْتِ لِلْعَينَيْنِ عِقْدًا تَلَأْلَأَتْ بهِ أَنْجُمٌ.. واخْتَالَ في الأُفْقِ كَوْكَبَا! عُقُودٌ تَقَضَّتْ والرِّضَا فِيكِ صَاعِدٌ وَيَهْبِطُ مِنْكِ الوُدُّ صَبًّا وَمَا صَبَا سَكَبْتُ على كَفَّيْكِ رُوحِي فَمَا ارْتَوَتْ مَغَانِيكِ حتَّى قَامَ شِعْرِي فَأَطْرَبَا سَلَامٌ لأَبْهَا الغَيْمِ ما الغَيْثُ جَادَها وما مَادَ رَوضٌ في رُبَاهَا وأَعْشَبَا سَلَامٌ لها -يَتْرَى- فَمَازالَ أَمْسُها بِعَيْنِ الفَتَى غَضًّا طَرِيًّا مُخَضَّبَا لهُ في مَغَانِيها حُرُوفٌ تَعَبَّقَتْ تَفُوحُ رَيَاحِينًا مَتَى هَبَّتِ الصَّبَا فَحَيِّيهِ (أَبْهَا) واصْدَحِي كُلَّما طَحَتْ بهِ مِنْكِ ذِكْرَى.. وارْفَعِي الصَّوْتَ: «مَرْحَبَا»