
قبل سنوات قليلة، كان الحديث عن «جودة الحياة في السعودية» يثير اندهاش البعض. كيف لدولة ارتبط اسمها بالنفط والصحاري أن تتحول إلى نموذج عالمي في العيش الراقي؟ اليوم، الواقع يفوق الخيال. المملكة لم تعد فقط بلدًا للطاقة، بل أصبحت وجهة للحياة بمعناها الأوسع، حيث الاقتصاد المتنوع، والبنية التحتية المتطورة، والمجتمع المنفتح على العالم. عندما أطلق الأمير محمد بن سلمان رؤية 2030، لم تكن مجرد خطة اقتصادية، بل كانت إعادة تشكيل لهوية المملكة. الرؤية لم تهدف فقط إلى تقليل الاعتماد على النفط، بل سعت إلى صنع واقع جديد، حيث يصبح المواطن و المقيم في قلب الأولويات. من كان يتخيل أن تُبنى مدن ذكية من الصفر مثل «نيوم»، التي ستكون أكبر مشروع سياحي و تقني في العالم؟ أو أن تصبح الرياض واحدة من أكثر المدن خضرةً بعد زراعة ملايين الأشجار؟ المشاريع العملاقة مثل «ذا لاين» و «القدية» و مطار الملك سلمان الجديد لم تعد أحلاماً، بل حقائق ملموسة تضع السعودية في مصاف الدول الأكثر تطوراً. تنوع اجتماعي لم نكن نتوقعه بهذه السرعة ، السياحة المفتوحة، إقامة المهرجانات العالمية، استضافة الأحداث الرياضية الكبرى مثل كأس العالم 2034 ، و سباقات الفورمولا 1، كلها خطوات جعلت المجتمع السعودي أكثر انفتاحًا و تقبلًا للتنوع. لم تعد المملكة مكانًا للعمل فقط، بل أصبحت وجهة للعيش و الاستمتاع. اقتصاد لا يعرف المستحيل ، من قطاع الترفيه إلى التقنية، و من الطاقة النظيفة إلى الصناعات الإبداعية، السعودية تخلق فرصاً لا حدود لها ، و الشركات العالمية تتسابق لإنشاء مقراتها الإقليمية في المملكة، والاستثمارات تتدفق بوتيرة غير مسبوقة. و بهذا أصبحت المملكة من أسرع اقتصادات العالم نمواً. لماذا أصبحت السعودية وجهة العالم للعمل؟ العالم يتغير، و القوى الاقتصادية الجديدة تظهر ، و السعودية فهمت مبكرًا أن «جودة الحياة» هي سر الجذب. اليوم، العامل الأجنبي لا يأتي فقط ليكسب راتبه، بل ليعيش في مدن متكاملة، بين مرافق عالمية، و فرص ترفيه لا تنتهي ، و يبحث عن أفضل أنظمة الرعاية الصحية في المنطقة. و يتمنى لأبنائه تعليم متطور بمدارس و جامعات تتصدر التصنيفات العالمية. تجذبه البنية الرقمية المتقدمة، مع شبكات 5G و أسرع اتصال إنترنت. و قبل هذا و ذاك استقرار و أمان يجعلانها من أفضل الدول لعيش العائلات. السعودية اليوم ليست كما كانت قبل عقد ، رؤية 2030 لم تكن مجرد خطة، بل كانت أسلوب حياة غيّرت كل شيء: من شكل المدن إلى ثقافة المجتمع، و من الاقتصاد إلى مكانة المملكة على الخريطة العالمية. الغرب كان يتحدث عن «المعجزة الاقتصادية» لسنغافورة أو دبي، لكن العالم اليوم يشهد «المعجزة السعودية»، حيث التغيير ليس فقط في الأرقام بل في «نوعية الحياة ذاتها. السعودية لم تعد تنتظر المستقبل، بل تصنعه ، و الفضل ليس فقط في الموارد، بل في رؤية قيادة لا تعرف المستحيل. السؤال الآن: هل أنت مستعد لأن تكون جزءاً من هذه القصة؟