استشارات شرعية نظامية
س- ما معنى قول لله تعالى ﴿واستعمركم فيها﴾؟ ج- قال لله تعالى ﴿وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا للَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَه غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ۚإِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ﴾ سورة هود: 61. فمعنى ﴿واستعمركم فيها﴾ أي استخلفكم فيها وأنعم عليكم بالنعم الظاهرة والباطنة، ومكنكم في الأرض تبنون وتغرسون وتزرعون وتحرثون ما شئتم وتنتفعون بمنافعها، وتستغلون مصالحها، ولهذا قال تعالى ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا﴾ سورة البقرة: 29. ولهذا لما هاجر النبي -عليه الصلاة والسلام-إلى المدينة أقام دولة الإسلام الأولى لا سلطان عليها لأحد إلا رب العالمين، ودعا -عليه الصلاة والسلام- أمته إلى إعمار الأرض ولو في أحلك الظروف فقال -عليه الصلاة والسلام- كما في مسند الإمام أحمد بسند صحيح من حديث أنس -رضي لله عنه- (إِنْ قَامَتْ عَلَى أَحَدِكُمُ الْقِيَامَةُ، وَفِي يَدِهِ فَسِيلَةٌ فَلْيَغْرِسْهَا) ولهذا أجمع المسلمون على مشروعية إعمار الأرض بالمباحات. وقد ظهر في القرن الرابع عشر الميلادي مصطلح الاستعمار ويعني سيطرة دولة على دولة أخرى وبسط نفوذها واستغلال خيراتها، ويقابله مصطلح الاستقلال في استعادة الدولة سيطرتها وتمتعها بكامل حقوقها ونفوذها وخروج المستعمر منها، وقد صدر إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة من الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1960م. وأما بلادنا فقد حماها لله عز وجل من أي استعمار على مدى التاريخ، وهيأ لله لها في العصر الحديث الدولة السعودية بجميع أطوارها الثلاثة التي وحدت البلاد على دين الإسلام والقيم والشيم العربية وحب الخير للناس أجمعين، وهذا ما أكد عليه سيدي ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان -رعاهما لله- في لقاءه الأخير مع الرئيس الروسي في العاصمة الرياض، ولله الموفق.