حينما يسيطر الإدمان على المبدع ويصبح أسيرا لشرب الكحول ومدمرا جسديا وذهنيا وعاطفيا ومستسلما لهذه الرغبة الجامحة، يضيع إبداعه ويضيع عطاؤه بالرغم من التاريخ الذي صنعه بعد عناء من العطاء .. فكيف إذا هذا النجم هو لاعب كرة قدم ،كيف سينظر اليه المجتمع حين يبدو على شاشة التلفاز مشاركا في التحليل الكروي وهو مخمور وفاقد لوعيه وتنشر الصحف عن تورطه في قضايا فساد ، هذا ما ناقشه فيلم “أحلام العصر” الفيلم الذي امتد عرضه إلى ٣ ساعات في فندق الريتز بجدة وه العرض الخاص له بمهرجان البحر الأحمر وقد تطرق إلى أمورٍ عدة لكن الفيلم في مجمله العام حقق نجاحا جيدا لإيصال رسالته للمشاهد فعلى الرغم من طولِ عرضه لم تخل الصالة من المشاهدين الذين استمروا في مشاهدة أجزاء الفيلم والذي قسم المخرج عرضه إلى ما يقارب ٧ أجزاء او فصول قدم الفنان الشاب صهيب قدس دور لاعب كروي كان نجما من نجوم ال ٩٤ ؛هؤلاء النجوم الذين مثلوا الوطن في اول مونديال عالمي واستطاع صهيب أن يتقمص الدور الذي كان مفاجأة حقيقة للمشاهد الذي عليه يقتنع أن صهيب لاعب كرة وذلك لكونه لا يملك الجسد الرياضي ولكن لإيصال فكرة أضرار الإدمان اقتنع المشاهد بذلك لكون الإدمان سبب له الكسل والنوم والترهل الجسدي وظهور الكرش لديه، في حواراته مع ابنته تبين أنه كان يعاني من انفصامٍ في الشخصية. الشابة نجم قامت بدور ابنة اللاعب الكروي الطموحة بأن تكون مشهورة في السوشل ميديا بالرغم من تخبطات والدها في الإدمان وشربه للكحول وترك والدتها المنزل لهذا السبب فقد حاولت أن تقنعه بأفكارها وسط اقتناع تام من الجمهور بأدائها للشخصية بالإضافة إلى تواجد الفنان حكيم جمعة الذي أضاف كثيرا لشخصية الشاب المشاكس الطموح الذي اتخذ المسار الخاطئ لتحقيق طموحاته والدخول في منحنيات وتعرجات في النصب والاحتيال لم تكن جزء من شخصيته لكن لظروف الحياة الاجتماعية التي كان يعيشها سببت له هذه الاختيارات الخاطئة كما قدمت الفنانة فاطمة البنوي دور المرأة العصرية التي تخذل زوجها جمعة الذي قام بأداء دوره د.حكيم جمعة ولكنه كان دورا عاديا لم يبرز ما تملكه فاطمة من امكانيات ظهرت في أدوارها السابقة لكن ربما لرسالة الفيلم كان ظهورها جيدا ومتناسقا مع رتم زملائها في الأداء لما تملكه من موهبة. وكان للفنان اسماعيل الحسن ظهور مميز حيث برع حقيقة بافيهات جميلة كان لها وقعها في اسماع المشاهدين بالعرض الخاص . كما قدم الفنان براء عالم دورا مختلفا عما قدمه سابقا حيث أظهر شخصية الفنان الكول الذي يظهر في السوشل ميديا بطريقة شعره المختلفة ولبسه المختلف عما يظهر به في المعتاد مما أعطى للدور مصداقية وجمال اضافي. وكان للنجم المخضرم الفنان محمد بخش ظهور خاص في سينما الشباب وخاطفا في الواقع مما أعطى شعورا مختلفا للمشاهد عن ظهورها على شاشة السينما. كما كانت مشاركة الفنان نواف الظفيري في مشهد واحد يشعر بمدى إيمانه برسالة الفيلم ومساندته للنجوم كما كانت للنجمة الصاعدة نور الخضرا ظهور مميز ينبئ عن وجود موهبة قادمة للساحة بتميزها في أداء دورها بكل مصداقية وواقعية دون أي افتعال كان للأخوين قدس دورهما الكبير في العمل الذي عبر بالكثير من مشاهده عن واقع القصة المريرة في الإدمان فمشهد الماء الذي يغرق الشقة في خيال اللاعب المدمن الافتراضي والاستعانة بالمصحف ليقرأ بعض الآيات القرآنية والكثير من مشاهد الفيلم واستخدام الجرافيكس له بطريقة لم تخدش خيال المشاهد بل كانت أكثر واقعية. وقد كانت من عيوب الفيلم أنه أطال في المشاهد وكان هناك لبعض المشاهد تواجد غير ضروري وحتى مشهد مطاردة السيارات كان ممكن ان يختصر كما تطرق الفيلم للكثير من القضايا الأخرى في الفساد الاخلاقي مما شتت انتباه المشاهد ولو كان تركيزه على القضية الأساسية الا وهي الكحول وتجارة “العرق” والمشروبات الكحولية لكان افضل من الدخول في قضايا أخرى تعطي للمشاهد تساؤلات كثيرة جدا. لكن في الأخير ظهر لنا عمل جميل وتجربة فنية جديدة رائع للاخوين قدس وننتظر المزيد من عطائهما الفني القادم.