ليس من السهولة الغوص في أعماق ودواخل أديب، خصوصا إذا بدأ مشواره الأدبي منذ نعومة أظافره ابتداء من المرجلة الابتدائية إلى يومنا هذا؛ حيث مر بكم هائل من التجارب والمحطات. إنه القاص السعودي حسن الشيخ، حيث فتشت جعبته الأدبية الثرية، فوجدتها متعة بأبطاله ورؤاه الخيالية الفذة البارعة؛ حيث تحدث لي عندما سألته عن بداياته، فأجاب قائلا: بالكلمات بدأت أنظر للعالم، وأحاول فهمه. وبالكلمات كانت قاطرتي في رحلتي العمرية والأدبية. ومن خلال الكلمة حاولت أن أرسم الأشياء، وأعقلها، وأفكك ألغازها. فالبدايات كانت بسيطة وساذجة، كنت أحبو كالأطفال، وتعلمت المشي على الورق، حتى انطلقت جريا في كتابة العالم كما أراه. وكان الصراع بين رؤية العالم لي ورؤيتي للاشياء . ثم سالت القاص حسن الشيخ: بمن تأثر الروائي حسن الشيخ في عالم الكتابة؟ أجاب قائلا: قرأت الكثير، وتأثرت بالعديد من الكتاب والادباء في مجالات مختلفة. وفي كتابة الرواية قرأت لنجيب محفوظ وجبرا ابراهيم جبرا، وعبد الرحمن منيف، وعبده خال، وغيرهم كثر. ولهذا فقد تأثرت بهم في كتاباتي الروائية. الكتابة كائن حي، الكتابة لغة، واللغة فعل مستمر ومتطور، فلابد من التقليد أو المحاكاة وخاصة في البدايات حتى تتشكل لغة الأديب الخاصة به. ثم سألته ماهي نتاجات القاص والروائي حسن الشيخ؟ قال: صدرت لي العديد من المجموعات القصصية وكتبت في فن القصة القصيرة جدا، وكذلك كتبت الرواية. بدأت القصة القصيرة بمجموعة (ولادة فارس قبيلة المطارد) وانتهيت بمجموعة (كحل مريم) وبينهم العديد من المجموعات طوال عقدين من الزمن. وكذلك الرواية بدأت برواية (الفوارس) وهو أحد أشهر أحياء مدينة الهفوف شرق المملكة العربية السعودية. وانتهيت برواية (رجال بلا أجنحة). نتاجي الإبداعي العديد من إصدارات فنون القصة والرواية. طبعا بالإضافة إلى إصداراتي الأكاديمية في مجال الإدارة. وكتب التراجم، وكذلك الكتب الاعلامية والنقدية الأخرى. ثم سألته: ماهو التكريم الذي ناله الأستاذ حسن الشيخ؟ حيث قال: إن كنت تقصد بالتكريم (الجوائز) فلم أحصل على أي جائزة لا دولية ولا محلية. ربما لأن ما كتبته لم ينضج بعد، أو لم يسلط عليه أضواء النقد بشكل كافي، حتى يستحق هذه الجوائز. طبعا الجوائز شيء آخر غير الفوز في المسابقات الأدبية، وخطابات الشكر، ودروع التشجيع، أو المشاركات في الأمسيات الثقافية. بالإضافة للمهام الثقافية التي توكل للأديب اعترافا بعطائه. وبالفعل حصلت على التقدير من خلال المهام الثقافية التي قمت بها. وكذلك نلت العديد من الثناء وخطابات الشكر، ومن خلال الدعوة للمشاركات الثقافية المتنوعة. أين هو الآن الأستاذ حسن الشيخ؟ متواجد في الساحة الأدبية والثقافية بالكتابة وبالإصدارات والمشاركة في النشاطات الفكرية المختلفة. وكما ذكرت قبل قليل، أنا مشارك في الحركة الثقافية بالإصدرات المتنوعة والمساهمة عبر الصحافة الثقافية، وكذلك المشاركة وحضور الأمسيات الثقافية. ثم وصف لي دور القصة على الساحة الأدبية في المملكة العربية السعودية: إن للقصة دوراً مهماً وجاداً في الحراك الثقافي، بل وساهمت في النمو الاجتماعي قبل أكثر من نصف قرن في السعودية. والقصة والرواية السعودية أخذت موقعها المتقدم بين الآداب العربية منذ عقدين من الزمن تقريبا. ولا تزال الحركة الثقافية السعودية تعطي وتضيف للغة العربية في مجالات الشعر، والقصة، والرواية، والمسرحية. وعندنا أسماء لامعة في مجال القصة والرواية من أمثال حسين علي حسين، عبده خال، خالد اليوسف، محمد حسن علوان، رجاء عالم، والعشرات من الأسماء اللامعة على مستوى الوطن العربي. شكرا للاستضافة الجميلة والقصيرة، متمنيا لكم التوفيق والنجاح.