تقديراً لدورهم الكبير في الحج:

30 مثقفاً يكتبون رسائل حب لرجال الأمن.

المشاركون في القضية: - د خالد الهباس: أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبدالعزيز، الأمين العام السابق للشؤون السياسية بجامعة الدول العربية. - د. هيفاء رضا جمل الليل: رئيسة جامعة عفت – جدة. - د. سونيا أحمد مالكي: طبيبة سعودية، كاتبة وأديبة. ومديرة إدارة الصحة المدرسية بتعليم جدة سابقًا. - أ.د هيفاء بنت عثمان فدا: عضو مجلس إدارة الجمعيات الأهلية بمنطقة مكة المكرمة. - د. أحمد بن محمد آل معوض: عضو هيئة تدريس بقسم الدراسات الاجتماعية جامعة الملك سعود. - أ. غدير حافظ: فنانة تشكيلية عالمية، وسفيرة الوطن. - أ. انتصار العقيل: كاتبة وروائية. - د. شروق بنت شفيق الشلهوب: تربوية تقنية، وسفيرة الجودة والسعادة. - د. شيمة الشمري: كاتبة وقاصة. - د. أفراح أحمد الزهراني: عضو هيئة التدريس بجامعة جدة. - أ. عبدالرزاق سعيد حسنين: كاتب إعلامي مهتم بشؤون الحج والعمرة. - أ. فاطمة بنت عبدالله الدوسري: بنت الريف – أديبة. - د. عائشة الحكمي: أستاذ مساعد جامعة تبوك سابقاً. -إبراهيم الحسين: شاعر -عبدالرحمن الشهري: شاعر -حصة البوحيمد: كاتبة -د. عايض الزهراني: أكاديمي -أديم الأنصاري: شاعرة -عبدالله بيلا: شاعر -فايز الغامدي: كاتب محتوى -أميرة صبياني: شاعرة -خالد الكديسي: قاص -محمد جبران: قاص -علي المالكي: قاص -ياسين مجلي: قاص -عبدالعزيز أبولسة: شاعر -حسن الشحرة: قاص -عيد الناصر: قاص -د. مشاعل الثبيتي: قاصة ----- في كل موسم حج، تتجدد مشاهد العطاء والبذل في أطهر بقاع الأرض، حيث يقف رجال الأمن في طليعة من يسهرون على أمن الحجيج وسلامتهم، ويؤدّون واجبهم بروحٍ عالية تعكس القيم الإنسانية والمهنية الراسخة في منظومة العمل الأمني تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد. وفي موسم حج هذا العام، برزت صورٌ كثيرة لرجال الأمن وهم يقدّمون خدماتهم بروحٍ تفيض إنسانية، ووجوهٍ تنضح بالطمأنينة وسط أفواج الحجيج، وتحت لهيب الشمس وأضواء المشاعر المقدسة، حيث يقفون شامخين، يسهرون على راحة الحجاج، ويؤمِّنون الموسم بإخلاص ورقي، مجسّدين صورة مشرقة لاهتمام المملكة براحة ضيوف الرحمن، وسعيها المتواصل لتيسير أداء هذا الركن العظيم بكل يسر وسلامة. وفي لفتة وتقدير، يقدّم عدد من الأكاديميين والأدباء والشعراء والقصاصين في المملكة رسائل شكر لرجال الأمن المشاركين في خدمة ضيوف الرحمن خلال موسم حج هذا العام، وذلك استجابةً لمبادرة أطلقتها مجلة اليمامة تهدف إلى تسليط الضوء على الجهود الاستثنائية التي يبذلونها في تأمين الحجاج، وتنظيم تحركاتهم، وضمان سلامتهم. في الصفحات التالية، نستعرض هذه الرسائل التي تفيض عرفانًا وامتنانًا، وتعبّر بصدق الكلمة وحرارة العاطفة عن مكانة رجل الأمن في وجدان المسؤول والأكاديمي والمثقف السعودي، وفي ذاكرة الحجيج القادمين من كل فجٍّ عميق حضور يُسجل بفخر تحدث في البداية د. أحمد بن محمد آل معوض الذي قال: “لا تكاد تخطو في جنبات المشاعر المقدسة خطوة واحدة إلا ويقابلك مشهد من مشاهد الانضباط والتفاني، أبطاله رجال الأمن الذين يقفون في كل زاوية، وتحت أشعة الشمس، وفي كل وقت، ليكونوا السند الحقيقي لضيوف الرحمن، والحارس الأمين لأمنهم وراحتهم. في كل موسم حج، تتكرر الأدوار ولكن لا تتكرر التفاصيل. فلكل رجل أمن حكاية تستحق أن تُروى، وموقف يستحق أن يُسجل. لا يكتفون بأداء المهام الأمنية، بل يضيفون إليها بُعدًا إنسانيًا لا يُشترى ولا يُدرّس؛ إنما هو نابع من شعور راسخ بعظمة المكان، وقدسية الزمان، وأهمية المهمة. هم من يضبطون حركة الحشود بخطى ثابتة، يوجهون، ينظمون، يحمون، ويبتسمون. هم من يحملون الحاج الكبير، ويرشدون التائه، ويطمئنون الخائف، ويصبرون على الزحام والحرّ، دون أن يختل النظام أو يغيب الهدوء. ليست المسألة مجرد إجراءات أمنية، بل هي رسالة تؤدى بإخلاص، تنبع من عمق القيم التي نشأ عليها أبناء هذا الوطن، ومن إيمان عميق بأن خدمة الحاج شرف، وأن حسن الأداء فيها عبادة. وإن ما نشهده كل عام من هذا الجهد المبارك، يجعلنا نقف احترامًا وتقديرًا لرجال الأمن في الميدان، ونرفع أكفّ الدعاء بأن يحفظهم الله، ويعينهم، ويجزيهم خير الجزاء على ما يبذلونه من عمل يليق بحجم الحدث، وقدسية المهمة، وصورة الوطن”. نجاح متواصل وجهود مقدرة من جهتها، أكدت د. سونيا أحمد مالكي أن موسم العمرة حقق نجاحًا لافتًا هذا العام، فقد أحدثت رؤية 2030 نقلة نوعية غير مسبوقة في مختلف الخدمـات المقدمـة للحجـاج والمعتمرين، وأسهمت بشكل كبير في إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لأداء فريضة العمرة بيسر وسهولة، في ظل التطوير الكبير والمتسارع الذي يجري في مشاريع البنية التحتية للمدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، وأيضًا في مختلف منافذ الوصول والمغادرة وجميع السبل التي يسلكها ضيوف الرحمن، منذ وصولهم وحتى مغادرتهم عائدين إلى أوطانهم بعد أداء الفريضة. وأضافت: “رأينا صورًا مشرفة لرجل الأمن السعودي وهو يقوم بواجبه في خدمة ومساعدة الحجاج والزوار والمعتمرين، بما في ذلك حمل رجل الأمن لحاج مسن فوق ظهره، وحمل طفل ضائع والبحث عن والديه، وغير ذلك من المواقف الرائعة. تحية تقدير وإجلال إلى الساهرين لحفظ الأمن في بيت الله الحرام، وإلى كافة الأجهزة الدينية والأمنية والصحية التي تضافرت جهودها من أجل توفير أعلى درجات الأمن والسلامة للزوار والمعتمرين لبيت الله الحرام في رمضان‬ وفي الحج‬ وعلى مدار العام”.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬ بلد الأمان والطمأنينة واستهل الأستاذ عبدالرزاق سعيد حسنين حديثه بحمد الله تعالى أن سخر لهذه البلاد حكومة رشيدة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله، إذ تحافظ على قداسة المكان والزمان، وتنفق بسخاء على كل المشاريع التي تخدم الوطن عامة وضيوف الرحمن خاصة. وتابع: “الحديث هنا عن رجال الأمن ودورهم الفاعل الذي يحتاج إلى العديد من الدواوين والأحبار الذهبية، لتسطر جهودهم عامة وعلى أرض المشاعر المقدسة خاصة، تحت أجواء صيف مشمس شديد الحرارة، لخدمة أكثر من مليوني حاج يقفون على المشاعر المقدسة وجغرافيتها المحددة، بدءاً بنقاط الفرز الأمنية، التي تحيط مكة المكرمة عامة والمشاعر المقدسة خاصة، لمنع غير المؤهلين لأداء الحج من دخولها، ومزاحمة الحجاج الذين تنطبق عليهم الأنظمة ويحملون بطاقات نسك والحديث عن دورها يطول، وكذلك تنظيم سير ذلك الكم المهول من وسائل النقل، بما يؤكد دور النقاط والمراكز الأمنية المنتشرة على كل شبر في مناطق الحج، مستخدمة التقنية الحاسوبية وكاميرات المراقبة ذات البعد الثلاثي فائقة الجودة، مما يؤكد أن المملكة العربية السعودية جديرة بأن تكون بلد الأمان والطمأنينة في خدمة ضيوف الرحمن، ويزيدنا فخرًا لنبرهن للعالم أجمع بأننا جديرون بخدمة ضيوف الرحمن وحفظ حقوقهم في رحلتهم الإيمانية”. سُقاة الطمأنينة وحرّاس النور من جانبها، وجهت د. شيمة الشمري رسالة امتنان لرجال الأمن فقالت: “إلى الذين تُكتَب مآثرهم في صحائف السماء... إلى رجال الأمن في المشاعر المقدسة، أنتم رسلُ أمنٍ، ومبعوثو رحمة، وبذورُ طمأنينة تُزرع بين أفواج الحجيج. منذ أن تطأ أقدامكم ثرى الحرم، تخلعون عنكم رغائب الراحة، وتلبّون نداء الواجب، فتغدون ظلًّا وارفًا على من أنهكهم السفر، وابتسامة حانية في وجه من جاء يطلب المغفرة، تمضون كأنما تحملون الأرض على أكتافكم، ليعبر عليها الحاج بأمان. أنتم لا تطوفون حول الكعبة، لكنكم تطوفون حول قلوبٍ تستنجد بالأمان، لا تسعون بين الصفا والمروة، لكن خطاكم تتهادى بين الزحام لتنشر النظام، وتُعيد الروح لمَنْ أعيَته المشقة، أنتم أمنٌ ينبت في أقدس الأمكنة، وكل عَرق منكم نُسُك، وكل نظرة منكم حراسة، وكل خطوة دعاء، الوطن يفخر بكم، والحجاج يدعون لكم، والسماء تحفظكم، فجزاكم الله عن دينه، وعن حرمه، وعن ضيوفه خير الجزاء، وكتب لكم بكل لحظة خدمةٍ أجرًا لا ينفد، ومقامًا لا يزول”. تفان وإخلاص في خدمة الحجيج وبالمثل، وجهت د. شروق بنت شفيق الشلهوب حديثها لرجال الأمن في المشاعر المقدسة فقالت: “إلى فرسان الأمن الأبطال في المشاعر المقدسة، أنتم الدرع الحصين والملاذ الآمن لضيوف الرحمن، تجسدون أسمى معاني التفاني والإخلاص في خدمة الحجاج والمعتمرين. بفضل جهودكم المخلصة وتضحياتكم الجليلة، تسهرون على راحة وطمأنينة الملايين من كل حدب وصوب، وتجعلون من موسم الحج مناسبة مباركة للتجمع والتعبد في أجواء من السكينة والسلام. شكرًا لكم من أعماق القلب على عطائكم المتواصل وجهودكم الدؤوبة في تأمين وحماية الأماكن المقدسة، فأنتم القدوة الحسنة والرمز للعطاء بلا حدود. دمتم حماة للأمانة والشرف، وجزاكم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء. نسأل الله العلي القدير أن يجعل كل ما تبذلونه في ميزان حسناتكم، وأن يوفقكم لكل خير وينير دربكم في كل خطوة تخطونها في سبيل خدمة هذه الأمانة العظيمة. لكم منا كل التقدير والاحترام والمودة، ونتمنى لكم دوام العزيمة والإصرار والسداد في كل ما تقومون به من أجل راحة ضيوف الرحمن وسلامة الأماكن المقدسة”. عطاءٌ يتجدد بين قدسية المكان وشرف الزمان وأبدت الدكتورة أفراح أحمد الزهراني اعتزازها بما يقدمه رجال الأمن لضيوف الرحمن قائلة: “حين نقف أمام عظمة هذا الموسم، ونرى ملايين الحجاج يطوفون ويقفون ويدعون، نعلم أن هناك من يقف خلف هذا التنظيم المكاني الفريد في التوقيت الزماني المحدد.. أنتم يا رجال الأمن، تركتم الراحة ولبّيتم نداء الواجب، وجعلتم أمن الحاج أولوية. عيونهم لا تغفو، وقلوبهم تسبقهم بالخدمة والإحسان. يقفون تحت الشمس، يؤدّون مهامهم بكفاءة وسط الحشود، ما تقومون به ليس مجرد عمل، بل عبادة وخدمة عظيمة، دعوات الحجاج تسبقكم إلى السماء، ورضاهم عنكم شاهدٌ على حسن أدائكم. يا من جعلتم من أمان الحجاج رسالة، ومن خدمتهم شرفًا، ومن الصبر طريقًا إلى الأجر العظيم. لكم منّا كل الاحترام والتقدير”. صمام الأمان ورسل المحبة والسلام وأثنت الأستاذة فاطمة بنت عبدالله الدوسري على جهود رجال الأمن في المشاعر المقدسة، ووجهت لهم الشكر حيث قالت: “وقفة فخر واعتزاز، وتحية تحمل في طياتها كل معاني التقدير لرجال أمننا الكرام، الذين تجلت بطولاتهم عبر مواسم حج مضت وإلى الآن وإلى ما يشاء الله وسط الزحام وتكدس البشر، ووطأة الحر أو البرد، جسدوا الإنسانية بأسمى معاني الحب، في أفعال لا يستطيعها إلا هم. تخطوا حدود واجبهم، إلى المبادرة لفعل كل ما يجب أن يكون في سبيل راحة الحجاج، وقاصدي البيت الحرام. شكرًا لمن حملوا الكبير، واحتضنوا الصغير، شكرًا لمن أعجزت صور إنسانيتهم، محدودية التصور البشري القاصر والمعقول. مشهد يسر الصديق ويذر الرماد في أعين الأعداء والحاقدين. بوركت جهودكم، ومهما كتبنا لن نوفيكم حقكم، تظلون صمام الأمان، ورسل المحبة والسلام على مر الأيام. حفظكم الله أينما كنتم”. إحساس إيماني وعمل مخلص بدورها، قالت الدكتورة عائشة الحكمي: “من أعظم نعم الله تعالى على أهل بلاد الحرمين أنهم أبناء أقدس مكان على الأرض، هذه الأفضلية غرست في ذواتهم الإحساس الايماني العالي، فيدفعهم إلى اليقين بهذه النعمة والخاصية، لذلك تنشأ الأجيال وهي ممتنة للخالق بالتكريم، من هنا تتربى مشاعرهم وعقولهم على عمق الصلة بينهم وبين صاحب النعم. وما يصدر منهم من سلوك طيب وعمل مخلص سخي في الحرمين ما هو إلا تعابير حمد وامتنان للخالق، لذلك يتواصل في وجدانهم وسلوكهم السخاء والبذل من أجل ضيوف الرحمن، استجابة وطاعة لأمره تعالى (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالًا) فإذا الله يسمي زوار بيته الضيوف فإن القائمين على خدمتهم يدركون المشاق والمتاعب والصعاب التي يمرون بها وهم في طريقهم إلى تلبية النداء (لبيك اللهم لبيك). من هنا يدرك كل مسؤول مكلف بخدمتهم من أولي الأمر قادة البلاد المباركة، أن الإخلاص والسماحة والتسامح مع ضيوف الرحمن ليست أداء عمل دنيوي إرضاء لأحد وإنما هو إرضاء لربهم وفق أوامر الرحمن، فهنيئًا لجنود الأمن والجيش المرابطين في المقدسات لتقديم كل العون والخدمات لضيوف الكريم جل في علاه، وشرف لكم ما تبذلون من جهود بأرواحكم ومشاعركم للطائفين والركع السجود. أنتم واجهة عقيدة التوحيد بلدكم ودولتكم، وسفراء الأخلاق العظيمة برقي تعاملكم وحفاوتكم بالحجاج والزوار كل الامتنان لتعاملكم الراقي مع ضيوف الرحمن، وتهوين متاعبهم وإعانتهم على أداء مناسكهم بحب وكرم وعطاء لا نظير له يشهد به القاصي والداني. وما يطلع من نماذج مشرفة منكم للرأي العام ما هو إلا عينة منكم جميعًا”. زينتنا التي نتباهى بها اختار الشاعر إبراهيم الحسين أن يوجه رسالة تشبه القصيدة في مديح رجال الأمن الذين يحمون ويسهرون على نجاح موسم الحج ، وهو يقول:” نقدر لكم جهودكم، نعتز بسهركم وتعبكم، نهيب بالحقول أن تهبكم وردها، نحض الأشجار أن تمنحكم خضرتها، ليتنا نسائم ناعمة تمر على وجوهكم، ليتنا سحائب تهمي عليكم أيها الجميلون، ما تفعلونه لا يفعله إلا الأشجار الضاربة جذورها في وطنها والتي تهب ما في وسعها لرد شيء من جميله عليها، أنتم زينتنا التي نتباهى بها وأنتم لمعة وبياض وجوهنا وأنتم صفحتنا التي نرفعها مفاخرين وفرحين؛ فشكرا ثم ألف شكر لكم.” أياد بيضاء وقلوب رهيفة ويثمن الشاعر عبد الرحمن الشهري تضحيات رجال الأمن في خدمة الحجيج، وهو يقول:” لطالما استوقفني الذين يرعون غيرهم من الناس، ويمدونهم بالطمأنينة والأمان. الأمهات وهن يرعين أبناءهن، والآباء وهم يفعلون نفس الشيء، والمعلمون والمعلمات في مدارس التعليم العام. رجال الأمن هم أيضا لهم أياديهم البيضاء، وقلوبهم الرهيفة، التي ترعى أناسًا من شتى بقاع الأرض، يؤدي الواحد منهم عمله، كما لو كان الحاج ابنًا له، وعليه حمايته من الأخطار. شاهدت ذلك على التلفاز، وعلى أرض الواقع، حين أديت الشعائر عمرة وحجًا. وكنت أمشي بينهم، وأنا على يقين أنني تحت رعايتهم، ودائمًا ما ندخل إلى الأماكن المقدسة، ونجد أن هناك من يسهل لنا أمورنا، ويريدنا أن نعود إلى بيوتنا سالمين، ويحدث أن نعود إليها سالمين، وممتنين لهؤلاء الرجال المخلصين، ولهذا الوطن العظيم.” ظل الوطن في مواطن التكبير وتشيد حصة البو حيمد بتفاني رجال الأمن في موسم الحج: “عندما تبدأ أفواج الحجيج بالتدفق إلى أرض اختارها الله مهوى للأفئدة، وبين شعائر تسكن القلوب قبل أن تطأها الأقدام، هنا يبرز رجال الأمن ويبدأ معهم موسم من العطاء المختلف، عطاء لايقاس إلا بميزان العظمة، فهم أول الواصلين وآخر المغادرين، تمشي بين الحجاج فترى الطمأنينة مرسومة على الوجوه، ولا يدرك الكثيرون أن خلف هذه السكينة رجال يسهرون، يقفون على أقدامهم لساعاتٍ طوال، لا يعرفون الكلل ولا يشتكون الملل. وجوههم هادئة وعيونهم يقظة، وألسنتهم تهمس بالتوجيه والدعاء، فهم ليسوا مجرد حرّاس أمن، بل هم خيوط الرحمة في ثوب النظام، وهم السد المتين في وجه الفوضى، وهم ظلّ الوطن في مواطن التهليل والتكبير. لكم منا تلويحة اعتراف بهذا الدور العملاق، واستحضار في الدعوات، وانقياد للتوجيهات، لتكتمل هذه المنظومة المباركة لخدمة الركب الميمون.” النبض النقي للوطن. ويصف عايض الزهراني رجال الأمن بأنهم صورة الوطن في أبهى حلله: “رجال الأمن في موسم الحج هم النبض النقي للوطن حين يخفق بالعطاء وسياجه الحي، حيت يتجلّى معنى الأمان، يحملون على عاتقهم شرف الزمان وقدسية المكان، فيخدمون الحجيج بقلوب عامرة بالإخلاص، ووجوه تنضب بال، كل نظرةٍ لهم حزم، وفي كل خطوة رحمة، فهم صورة الوطن في أبهى حلله، قوة بلا قسوة، ولين بلا ضعف، وعطاء لا ينتظر جزاء، هم سوار الحرمين، وسدنة الامن، ومرايا القيم، حين تصير سلوكًا، فتحية إجلال لهم، فهم نيابة عن الوطن، وضميره النبيل في اطهر مواسم الأرض. عيون لا تنام عيون لا تنام وتوجه الشاعرة أديم الأنصاري رسالة مليئة بالمشاعر الصادقة، وتقول:” في كل عام، تهفو القلوب قبل الأقدام إلى الديار المقدسة، شوقًا إلى البيت العتيق، وابتغاءً لرضا الرحيم، وتلك الرحلة المباركة، لا تحتضنها الأرض وحدها، بل تسهر لها عيون لا تنام، رجالًا ونساءً نذروا أنفسهم لأمن الحجيج وراحتهم، فالدولة أيدها الله جعلت أمن الحج أمانة لا تهاون فيها، فتصدّ بقوة كل يد تحاول العبث بحرمة المشاعر، أو تسييس شعيرة عظيمة شرّفها الله بها، ورجال الأمن في الحج، هم منّا وفينا آباء وأمهات، إخوة وأبناء يسهرون ليغفو الحاج آمنًا مطمئنًا، فلا تغفو لهم عين حتى يعود كل حاج إلى دياره سالمًا.” ترسيخ لبيئة آمنة ويشيد الشاعر عبدالله بيلا بالمنظومة الأمنية المتكاملة، ويقول:” تتضافر الجهود، وتنتظم السواعد، في كل الإدارات الحكومية في سبيل إنجاح موسم الحج والعمرة والزيارة، وتظل جهود رجال الأمن في هذه المنظومة ملء السمع والبصر، فهم واسطة العقد، والطرف الذي يقع عليه التعويل الكبير، ولا يمكن إلا لمن زار المشاعر المقدسة والحرمين الشريفين أن يتلمَّس ويعاين هذه الجهود الكبيرة، والتي تستحق أن تُذكر وتُشكر، وكلها تأتي لتمهد للحج البيئة الآمنة السليمة، فشكرا جزيلا لرجال أمننا على كل هذه التضحيات.” الدرع الذي لا يلين ويوجه فايز الغامدي تحية شاعرية لا مثيل لها:” تحيةً تليقُ بكم، تشبهكم أنتم، لا سواكم، حين تضيؤون المشاعر في كلّ عام، بقلوبٍ تغمرها المشاعر، وسكينةٍ تسيلونها في الدروب والمناسك. تحيةً لكم، وأنتم تقفون نيابةً عنّا وعن الوطن، في هذا المقام العظيم، والموقف المُهاب، كدرعٍ لا يلين؛ تأخذون على يد المُرجف، وترشدون التائه، وتعينون الضعيف والعاجز، وتظلّلون قوافل الحجيج كغيمةٍ لا تنقطع. تحية إجلال لكم، بحجم الوطن، واتساع عزمه وطموحه، وسلامًا يحيطكم كما تحيطون المناسك في كل عام، كسوارٍ لا يصدأ.” جنود الخير أما أميرة صبياني فلا شيء غير الشعر يمكن أن يحمل مشاعرها: “اللهُ أكبرُ غَيثُ المُخْلَصِينَ هَمى فوقَ الحَجِيجَ، وَيُسْرُ اللهِ مَمْنُوحُ. من جندِ خيرٍ لهم في السامِقاتِ مدىً وفي الِ عَطَاءَاتٌ وَتَرْوِيحُ. أبطالُ حقٍ سَمَتْ في عَزمِهِم هِمَمٌ مِن الأمانِ، وما مالتْ بهم ريحُ. هانت ببسمتهم كلُّ الصِعابِ، وفي رَوضِ السَّلامِ يَفوحُ الوَردُ والشِّيحُ.” تعامل يفوق الوصف ويباهي القاص خالد الكديسي برجال الأمن قائلا:” يدُ تحمي ويد تحنو، وكغيرهم من أبناء هذا البلد الخيّر، يفرحون ويشرفون ويتسابقون لخدمة ضيوف الرحمن، ويقدمون صورًا إيمانية إنسانية يحثهم عليها ديننا الحنيف، ولم يقتصر دورهم على الحفاظ على أمن الحج وتسيير مناسك الحج للحجيج لأداء فريضتهم بكل أمن وطمأنينة، بل نرى لوحات إنسانية يقدمونها تفوق الوصف في فن التعامل مع الحجيج ومد أياديهم للمساعدة، يحق لنا أن نفخر بهم.” رجال سلام في أطهر البقاع وتشبه الطيب رجال الأمن الساهرين على راحة الحجاج بـ “حمائم السلام”، وتقول:” ما رأيت رجال أمن الحرمين إلا وطافت حول قلبي حمائم السلام، كيف لا، وهم يدافعون عن السلام والسكينة في أقدس وأجمل بقاع الدنيا، الحرمين الشريفين والمشاعر المعظمة. إنهم رجال أمن عاهدوا الله على خدمة الوطن ورفعة شأنه فصدقوا، تراهم في كل مكان، داخل وحول الحرمين يؤدون رسالتهم في رضا وهدوء، منغمسين في خدمة الضيوف، مترفعين بأنفسهم عن الجدال والمهاترات. ولا يعرف الصورة الحقيقية لرجال أمن الحرمين الا زائر دخل بيت الله في مكة المكرمة أو المدينة المنورة، زائر يصل إلى صحن بيت الله الحرام أو الروضة الشريفة في زمن قياسي، دون تدافع أو تزاحم، رغم أعدادهم الكبيرة، وما ذلك الا لما وهب الله جنودنا وقادتنا من خبرة وحسن ادارة للحشود، وتقديرًا وإعزازًا لضيوف بيت الله الحرام.” امتنان صادق لنفوس نقية ويقدم محمد جبران صورة أخرى من صور العرفان:” عندما تفتح نافذتك في غرفتك الفندقية الباردة، وتنظر بشوق وبهجة إلى ساحات الحرم المكي الشريف، بعد أن حملت في قلبك أملًا وحنينًا امتد لسنوات طويلة لزيارة هذه الأرض لا تغفل في خضم فرحتك أن تملأ قلبك امتنانًا صادقًا لتلك النفوس النقية التي وقفت صامدة تحت لهيب الشمس الحارقة وأيام الصيف الطويلة. هؤلاء الرجال الذين لا ترى أسماؤهم في التواقيع، ولكنهم يبنون بعرقهم ظلالًا من الأمان والطمأنينة، يصنعون لك ومن حولك ملاذًا تستكين إليه الأرواح، يحرسون الحرم ويرعون الضيوف، حتى تسير خطواتك بلا خوف، وتعيش لحظاتك في هدوء وسلام. لا تنسَ أن يشهد قلبك لهم بالشكر، فهم السواعد التي تنسج بأمانة وخدمة صامتة قصص تُروى بين حنايا الأرض المقدسة، هم الحرس الصادقون الذين يجعلون من كل حج وعمرة تجربة لا تُنسى، من نورٍ لا يخبو.” سلوك فطري يُدرس ويلفت علي المالكي النظر الى الجانب الإنساني في رجل الأمن، ويقول:” ما يقدمه رجال الأمن من جمالٍ في التعامل، ودقةٍ في الأداء، وهيبةٍ في الحضور، هو أمر يظنه البعض نتاج سنوات من التدريب والدراسة، بينما هو أيضا سلوكٌ فطري نابع من حبهم العميق لوطنهم وحرصهم الصادق على تمثيله بأفضل صورة، ولقد أصبحت تجربتهم نموذجًا يُحتذى، يستحق أن يُدرّس ويُستلهم في ميادين العمل الأمني والإنساني، لا لما تتضمنه فقط من كفاءة ومهارة، بل لما تعكسه من قيم نبيلة ومشاعر صادقة. ما ينقله الحجاج والمعتمرون من خارج المملكة من مشاهد الثناء والإعجاب، لهو خير شاهد على أن هؤلاء الرجال يعملون بطبيعتهم، دون تكلف أو تصنع، بروحٍ مفعمة بالإخلاص والمسؤولية.” نموذج فريد العطاء ويبرز ياسين مجلي نموذج العطاء الفريد لرجل الأمن، قائلا:” يأتي موسم الحج كل عام ليؤكد أن رجل الأمن السعودي يمثل نموذجًا فريدًا في العطاء والتفاني، فهم دائمًا في قلب الحدث، قريبون من ضيوف الرحمن، يقدمون أروع صور البذل الإنساني في أبهى تجلياته، يقفون درعًا حصينًا، يحرسون الأرض والسماء، ويحمون الأمن بكل يقظة وإخلاص، ليؤدّي ضيوف الرحمن مناسكهم في طمأنينة وسلام. هذا الجهد الوطني النبيل يرسخ في قلب كل مسلم، ويبقى شاهدًا خالدًا على عظمة الدور الذي يقوم به رجال الأمن، بكل حب وانتماء وإيمان برسالة الوطن. سجودنا دعاء لكم وعندما يتعلق الأمر بالشاعر عبد العزيز أبو لسه، فإن لديه الكثير من الرسائل الشعرية:” هم الصدر الحنون الذي يحتضن الوطن، والظهر الذي لا ينكسر في وجه الخطر، والعين الساهرة التي بشّرها النبي عليه الصلاة والسلام بأنها لا تمسها النار، سجودنا دعاء ممتد بحجم هذا الوطن، وأرواحنا تلهج لكم في كل ركعة، عرفانًا وامتنانًا. هذا اليقين ويسقط الشكُّ هذا البياض وعنه ما انفكوا هذه بلادي قِبلة وضياء ومفاخر قد صاغها ملكُ.” حلة إيمانية آمنة ويوجه حسن الشحرة رسالة مؤثرة لرجل الأمن:” يا من اصطفاك الله لأمن الحجيج وحراستهم، ترعى ضيوف الله وتخدمهم وتسهر على راحتهم، تؤدي واجبك بقلبٍ مفعم بالرضا، وسرورٍ يغمر روحك حبًا لله، وإخلاصًا لولاة أمرك الأوفياء، الحكماء، الكرماء، تمضي في دربك شامخًا، تفيض ً، وتزهر طاعةً، مستشعرًا عظمة الرسالة، وبهاء المكان. كلُّ قلبٍ في وطني يلهج بدعائكم، ويقرُّ بفضلكم ودوركم العظيم، فشكرًا من الأعماق، ودعاءٌ صادقٌ يرافقكم بالعون والتوفيق، كتب الله أجركم، ورفع قدركم، يا من تسكنون وجدان الوطن بعطائكم النبيل.” انه وطني ويباهي القاص عيد الناصر بالوطن ورجالاته المخلصين:” شعشع الفجر وهدل الحمام، وارتفع صوت دعاء رخيم، فجأة تعثرت خطوات شيخ وهو يؤدي شعائر حجه، في رمشة عين ضمه شاب من رجال الأمن إلى صدره وحمله الى نقطة آمنة، بلل وجهه بالماء وسقاه، تنفس الرجل بعمق ونظر إلى وجه الشاب وقال: شكراً لك يا بني، رد الشاب: انها يد وطني التي رفعتك ايها الرجل الطيب.” سند من الحزم وتختصر مشاعل الثبيتي مشاعرها بكلمات تحمل الكثير:” حراس ضيف الله وحماة الحمى المقدسة يقفون في كل شبرٍ سندًا وسدًا من الحزم عالياً ومنيعًا، رجال الأمن لا يؤدون مهمتهم العسكرية فقط، بل يترجمون كرم هذه الأرض وحفاوتها بقاصدي الحرمين وضيوف الرحمن.” ------ خطط أمنية وجهود عظيمة توجهنا بسؤال إلى د. خالد الهباس عن دلائل ما تقدمه حكومة المملكة لحجاج بيت الله، فأجاب بقوله: «خدمة الحرمين الشريفين تشريف وتكليف في ذات الوقت، وحرصت المملكة بكافة أجهزتها ذات الصلة على توفير سبل الراحة لقاصدي البيت الحرام. وفي هذا الصدد تبذل الأجهزة الأمنية جهودًا جبارة لتوفير الأمن والطمأنينة للحجاج، وتوفير كافة سبل الراحة لهم. وتوضع لهذا الغرض خطط أمنية تشارك في تنفيذها مختلف الأجهزة الأمنية المعنية، حيث يقوم رجال الأمن بجهود جبارة في هذا الصدد، يستحقون عليها الشكر والثناء، في ظل كثرة أعداد الحجاج ومحدودية المكان والزمان، الأمر الذي يلقي على كاهلهم أعباء كبيرة دائمًا ما أثبتوا جدارتهم في تحملها، مما جعل إجراءات الحج أكثر يسر وسهولة. بارك الله جهودهم وأجزل لهم الأجر والثواب». ------ نعتز بكم ونفخر بجهودكم وسألنا د. هيفاء رضا جمل الليل عما تود قوله لرجال الأمن في المشاعر المقدسة، فقالت: «إلى رجال الأمن الأوفياء نوجّه لكم رسالة شكر وامتنان من القلب، لكل ما تقومون به من جهد، ولكل ساعة تقضونها في حماية الحجاج وخدمتهم، بصبر وإخلاص لا يعرف التوقف. أنتم العيون الساهرة، والقلوب الحاضرة، تمثلوننا جميعًا في هذه الأماكن الطاهرة، وتُجسدون أجمل معاني المسؤولية والعطاء. شكرًا لأنكم تجعلون هذا الموسم أكثر أمنًا وسلاسة، وتمنحون الحجاج راحة يشعرون بها في كل خطوة، وباسم جامعة عفت، قيادةً ومنسوبين، نعتز بكم ونفخر بجهودكم، ونسأل الله أن يبارك في عطائكم، ويجعله في موازين حسناتكم». ----- درع الأمان في المشاعر المقدسة ولدى سؤال أ. د. هيفاء بنت عثمان فدا عن رسالتها لرجال الأمن في الحج، أجابت بالقول: «أنتم حراس الأمكنة المقدسة، بفضل جهودكم يتحقق الأمن والسكينة في قلوب الحجاج. إنّ كل لحظة من جهدكم تضفي الطمأنينة على النفوس، فأنتم عنوان للكرامة والتفاني، وبفضل تضحياتكم، نعيش أجواء الإيمان والسكينة، فأنتم درع الأمان في هذه البقاع الطاهرة، وأنتم من تكتبون بدماء عروقكم قصة الأمان، فشكرًا لكل خطوة تخطونها في خدمة زوار بيت الله، وفي كل لمسة من لمسات خدمتكم، نجد الأمل والسكينة، فأنتم أبطال كل يوم». ------ الله وحده قادر على جزائكم وتوجهنا بسؤال إلى أ. انتصار العقيل حول رسالتها لرجال الأمن فقالت: «حقيقة هم يستحقون منا مجلدات من الثناء والشكر على جهودهم الجبارة.. وكلمة شكرًا قليلة في حقكم أيها الأبطال الذين يخدمون بكل تفاني في المشاعر المقدسة، ويسهرون على راحة الحجاج وزوار بيت الله الحرام. جهودكم البطولية تستحق منا كل تقدير واحترام، ونسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء على عملكم المخلص. جل جلاله وحده القادر أن يعطيكم حتى يرضيكم على عملكم الجبار في خدمة ضيوفه، ضيوف الرحمن.. دمتم سالمين». ----- أعين ساهرة في البقاع الطاهرة وسألنا الفنانة التشكيلية غدير منذر جمال حافظ عما تود أن توجهه لرجال الأمن في المشاعر المقدسة فأجابت: «أنتم الجنود الذين لا تغيب عنهم شمس العطاء، ولا تنام أعينهم عن خدمة ضيوف الرحمن. تقفون بثبات بين حرارة الشمس، وازدحام المكان، ونداءات المحتاجين، فتلبّون النداء بابتسامة ووقار. أنتم نبض هذا الوطن في أطهر بقاع الأرض، تسهرون لننعم نحن بالأمان، وتخدمون الحجيج وكأن كل حاجّ منهم أمانة في أعناقكم. أنتم لا تعملون فقط، بل تؤدّون رسالة… رسالة وفاء، وشرف، وإنسانية. جزاكم الله عن الحرمين، وعن الأمة الإسلامية، كل خير… ورفع قدركم في الدنيا والآخرة كما رفعتم رؤوسنا فخرًا».