مبادرة رائدة تواصل نجاحها للعام السابع ..
“ طريق مكة “ تجربة سعودية ملهمة تعيد تعريف رحلة الحج .

حرصت المملكة منذ تأسيسها على أمن وخدمة الملايين من ضيوف الرحمن من حجاج ومعتمرين وزوار داخل المملكة وخارجها، وسخّرت إمكاناتها البشرية والمادية والتقنية لراحتهم، وليأدوا مناسكهم بيسر وطمأنينة منذ وصولهم حتى مغادرتهم إلى بلدانهم سالمين آمنين. وفي الـ (25) من شهر أبريل لعام 2016 أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء (رؤية السعودية 2030) التي جعلت من أهدافها خدمة المزيد من ضيوف الرحمن على أكمل وجه وتقديم خدمات ذات جودة عالية لهم. وفي عام (2017) أكّدت وزارة الداخلية السعودية مواصلة المملكة، قيادة وشعبًا، شرف خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما واستثمار المشاريع التحولية التي تقودها (رؤية السعودية 2030) بإطلاق (مبادرة طريق مكة) ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد برامج رؤية السعودية 2030 لتقديم خدمات ذات جودة عالية لضيوف الرحمن، من خلال إنهاء إجراءاتهم في بلدانهم بسهولة ويسر وسلاسة وانسيابية في كامل التجربة، مجهزة بأحدث التقنيات وبتعاون وتكامل بين الجهات الحكومية الشريكة. والمبادرة هي عبارة عن رحلة تبدأ من خروج الحاج من مقر سكنه في بلاده متجهًا إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، حتى عودته مرة أخرى إلى بلاده، عنوانها التيسير واختصار المسافات، لتصل خدمات المملكة عبر مبادرة “طريق مكة” إلى الحاج قبل أن تطأ أقدامه أرضها، تجسيدًا للاهتمام والعناية التي توليها المملكة للحرمين الشريفين وقاصديهما من شتى بقاع الأرض. وتجسيدًا لهذه الرؤية؛ جاءت مبادرة “طريق مكة” التي تعد إحدى مبادرات وزارة الداخلية، وأحد أبرز مخرجات برنامج “خدمة ضيوف الرحمن” - أحد برامج رؤية المملكة 2030 -، لتُسهّل إجراءات الحج من بلد المغادرة، وإنهائها بالكامل، ولتقدم خدمات ذات جودة عالية لضيوف الرحمن من خلال بعثات سعودية متكاملة توجد داخل المطارات الدولية في الدول المستهدفة. وتعكس المبادرة التزام المملكة بخدمة الحجاج منذ لحظة الانطلاق، إذ تُرسل فرقًا ميدانية من وزارة الداخلية والجهات الحكومية الشريكة، للعمل في جهدٍ مشترك، داخل صالات مخصصة في مطارات الدول المستفيدة، مشكّلةً نقاط عبور دولية على هيئة “مطارات مصغرة” خارج حدودها، تُنفذ من خلالها رؤيتها في تيسير رحلة الحج قبل أن تبدأ فعليًا. وتعد مبادرة “طريق مكة” نموذجًا سعوديًا متقدّمًا، إذ تشمل استكمال جميع الإجراءات النظامية للحجاج، ومن ضمنها التحقق من الاشتراطات الصحية، وأخذ الخصائص الحيوية، وإصدار تأشيرات الحج إلكترونيًا، وإنهاء إجراءات الجوازات، وترميز وفرز الأمتعة لتُنقل مباشرة إلى مقار السكن في مكة المكرمة أو المدينة المنورة دون الحاجة للانتظار. وتُنفذ المبادرة هذا العام 1446هـ (2025م) في 11 مطارًا بسبع دول هي: المغرب، وباكستان، وبنجلاديش، وتركيا، وماليزيا، وإندونيسيا، وكوت ديفوار، وتشمل: مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، ومطاري إسلام آباد وجناح بكراتشي، ومطار حضرة شاه بدكا، ومطاري إسطنبول وأنقرة، ومطار كوالالمبور، ومطارات جاكرتا وسورابايا وسولو، إضافة إلى مطار أبيدجان في كوت ديفوار. ويتم تنفيذ المبادرة بالتعاون مع وزارات الخارجية، والصحة، والحج والعمرة، والإعلام، والهيئة العامة للطيران المدني، وهيئة الزكاة والضريبة والجمارك، والهيئة العامة للأوقاف، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، والمديرية العامة للجوازات. نقلة نوعية في خدمات الحجاج وتبرز المبادرة بوصفها نقلة نوعية في تجربة الحاج، إذ توفّر له أقصى درجات التيسير والتنظيم والدقة، في تجربة فريدة تحقق له الوصول إلى مقر إقامته في مكة المكرمة أو المدينة المنورة دون عناء أو توقف، وتؤكد هذه الجهود تميز المملكة في إدارة مواسم الحشود بكفاءة عالية، وبأسلوب حضاري يجمع بين التقنية والتنظيم والبعد الإنساني، إضافة إلى التخفيف من عناء السفر، وتقليل الزحام في المنافذ الجوية، وتقديم صورة مشرفة عن المملكة بوصفها نموذجًا في خدمة ضيوف الرحمن. وتؤكد الأرقام توسّع مبادرة “طريق مكة” ونموها المتسارع منذ أطلقتها وزارة الداخلية في عام (2017 م)، إذ بلغ عدد الحجاج المستفيدين منها حتى موسم حج 1445هـ (2024م) أكثر من 940,657 حاجًا؛ مما يعكس فاعليتها وثقة الدول المستفيدة بها، وقد بدأت المبادرة بخدمة الحجاج من مطار كوالالمبور فقط، ثم توسّعت لاحقًا لتشمل خمس دول، وصولًا إلى (11) مطارًا من (7) دول في الموسم الحالي (2025 م). وفي حج العام الماضي، أنهت مبادرة طريق مكة إجراءات (322,901) حاج مستفيد من المبادرة التي نُفذت في صالات مخصصة في (11) مطاراً في (7) دول هي المغرب، وإندونيسيا، وماليزيا، وباكستان، وبنجلاديش، وتركيا، وكوت ديفوار، خلال (35) يومًا و(922) رحلة من دولهم إلى مطاري الملك عبدالعزيز الدولي بمحافظة جدة والأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بمنطقة المدينة المنورة. وفي موسم حج العام الماضي، حققت مبادرة طريق مكة في عامها السادس، نجاحًا ملموسًا ودقة في سرعة إنهاء الإجراءات، حيث أسهمت (91) محطة تقديم خدمة و(43) حقيبة متنقلة و(24) جهاز كاونتر متنقل معزز بالذكاء الاصطناعي في تقليص إنهاء إجراءات دخول الحاج الواحد من (50) ثانية في العام الماضي إلى (40) ثانية فقط. وتُعد المملكة أول دولة في العالم تطبّق هذا النوع من الخدمة الاحترافية خارج أراضيها، في نموذج يُبرز ريادتها العالمية، إذ تعمل فرق العمل السعودية بزيّها الرسمي داخل مطارات أجنبية، وتختصر أكثر من ستة إجراءات نظامية تُنفذ عادةً في المطارات السعودية إلى خطوة واحدة تُنجز في بلد الحاج. مبادرة “طريق مكة” ليست مجرد مشروع لوجستي متقدم، بل هي رسالة إنسانية تعكس حرص المملكة على خدمة الحجاج، إضافةً إلى أن المبادرة لم تعد تنتظر الحاج عند الوصول، بل تسبقه وترافقه من لحظة مغادرته منزله في بلده، حتى عودته إليه سالمًا بعد أداء مناسكه، في تجربة متكاملة تعكس أعلى معايير الرعاية والعناية، وتجسّد التزامها العميق بخدمة ضيوف الرحمن، وبهذه الرؤية المتقدمة، تواصل المملكة العربية السعودية تعزيز مكانتها قبلةً للمسلمين وراعية لشؤون الحرمين الشريفين، بأسلوب حضاري يليق بمكانتها وريادتها، بما يعزز مكانة المملكة في خدمة الحجاج، ويواكب مستهدفات رؤية المملكة 2030 في إثراء تجربة الحج. رئيس إندونيسيا يشيد بالمبادرة أشاد رئيس جمهورية إندونيسيا برابوو سوبيانتو، بالجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية عبر “مبادرة طريق مكة” في تنظيم إجراءات السفر والحج، معربًا عن امتنانه لجميع الجهات المعنية في المملكة لما تبذله من جهود تسهم في تيسير رحلة الحجاج الإندونيسيين، وتُجسد حرص المملكة على خدمة ضيوف الرحمن. وأكد رئيس إندونيسيا خلال زيارته للصالة المخصصة لـ “مبادرة طريق مكة” في مطار “سوكارنو هاتا” الدولي بجاكرتا أن الإجراءات تسير بسلاسة ويُسر، مشيدًا بدور المملكة في تيسير رحلة الحجاج، بدءًا من استقبالهم وإنهاء إجراءاتهم، مرورًا بمغادرتهم حتى وصولهم إلى المشاعر المقدسة. كراتشي تستقبل المبادرة للعام الثاني عادت مبادرة “طريق مكة” هذا العام إلى مدينة كراتشي بجمهورية باكستان الإسلامية، للمرة الثانية، وذلك بالتعاون مع الجهات الشريكة. ويحظى الحجاج القادمون من كراتشي بخدمات متكاملة تبدأ من صالة المبادرة في مطار جناح الدولي، حيث تُستكمل إجراءات دخولهم إلى المملكة بكل يُسر وسهولة، من إصدار التأشيرات، وتسجيل الخصائص الحيوية، إلى التحقق من الاشتراطات الصحية، وترميز الأمتعة وتيسير مغادرتهم في مسارات مخصصة. وينفّذ فريق سعودي متخصص من مختلف الجهات المهام بالتكامل، مما يوفّر للحجاج الطمأنينة منذ لحظة مغادرتهم، حتى وصولهم إلى مطاري الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، والأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة، في تجربة استثنائية من بلد المغادرة حتى أرض الحرمين. وتؤكد المبادرة رسالتها في جعل رحلة الحج أكثر راحة وسهولة، من خلال خدمات تبدأ من الوطن وتنتهي بالدعاء في رحاب مكة. ترميز الأمتعة في عدة مطارات من الخدمات الجليلة التي تقدمها مبادرة “طريق مكة” التي تنفذها وزارة الداخلية ضمن برنامج خدمة ضيوف الرحمن ـ أحد برامج رؤية المملكة 2030 ـ خدمة “ترميز وفرز أمتعة الحجاج في مطارات بلدانهم”، لضمان وصولها إلى مقار سكنهم في مكة المكرمة والمدينة المنورة. ومن بين تلك المطارات، مطار إيسنبوغا الدولي في العاصمة التركية أنقرة، حيث يبدأ فريق المبادرة المختص عبر الصالة المخصصة للمبادرة في المطار، بوضع ملصق على أمتعة الحجاج المستفيدين من المبادرة تحتوي على بيانات الرحلة ومعلومات عن الحجاج وأماكن سكنهم، إضافة إلى ملصق على غلاف جواز سفر الحاج، وإعطائه بطاقة تحمل نفس المعلومات المدونة على أمتعته. ويعمل الفريق على فرز الأمتعة ويستقبلها فريق آخر في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة وإيصالها إلى مقر سكن كل حاج. وكان سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الجمهورية التركية فهد بن أسعد أبو النصر، قد تفقّد منتصف شهر ذي القعدة الجاري، الصالة المخصصة لمبادرة “طريق مكة” بمطار إيسنبوغا الدولي في العاصمة التركية أنقرة، واطلع على سير العمل والإجراءات التي تُنفذ لتسهيل وتيسير رحلة الحج. وأوضح السفير أبو النصر في تصريح لوكالة الأنباء السعودية (واس) أن هذه هي السنة الثانية للمبادرة في مطار إيسنبوغا الدولي بالعاصمة التركية أنقرة، والسنة الثالثة في الجمهورية التركية عبر مطار إسطنبول، معربًا عن شكره للقائمين على المبادرة من الجهات المشاركة على ما يقدمونه من خدمات للضيوف الرحمن والاهتمام بشؤونهم، مثمنًا تعاون الجانب التركي في هذه المبادرة. وتنفذ خدمة وفرز وترميز الأمتعة أيضًا في مطار “حضرة شاه جلال” الدولي بالعاصمة البنغلاديشية دكا، وذلك للمرة الخامسة حيث انطلقت أولى خطوات رحلة المبادرة في العام 2019. سدايا حاضرة بكفاءات سعودية عزّزت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” (11) مطارًا دوليًا في 7 دول اختيرت ضمن مبادرة طريق مكة لعام 1446هـ، التي تنفذها وزارة الداخلية مع عدد من الجهات الحكومية بأحدث التقنيات الرقمية المعززة بتقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي، وذلك في إطار جهودها المستمرة في دعم المبادرة سنويًا؛ لتسهيل إجراءات سفر ضيوف الرحمن من بلدانهم بدءًا من استقبالهم مرورًا بوصولهم لمطارات المملكة حتى عودتهم لدولهم بكل يسرٍ وسهولة وطمأنينة. ويعمل الفريق التقني لـ “سدايا” على متابعة الأنظمة ومحطات العمل التابعة للمبادرة في المطارات الـ 11 وذلك بشكل آلي لضمان استمرارية الأعمال وانسيابية العمليات، إضافة إلى تقديم الدعم الفني والتقني المتواصل لمعالجة الأعطال الطارئة لا سمح الله، بما يضمن تحقيق أعلى مستويات الأداء والتكامل. وجهّزت “سدايا” محطات عمل تسجيل السمات الحيوية للحجاج في المطارات مزودة بأحدث التقنيات لتقديم خدمات متكاملة لحجاج المبادرة، بالإضافة إلى محطات العمل المتنقلة، إلى جانب تجهيز البنية التحتية التقنية وفق أفضل المواصفات لضمان جاهزية جميع المنافذ ولضمان سرعة إنهاء مختلف الإجراءات لضيوف الرحمن، وذلك وفق خطتها التشغيلية. وأجرت “سدايا” العديد من اختبارات التواجدية العالية لجميع الأنظمة والأجهزة التقنية للتأكد من كفاءتها، واستكملت عمليات الربط التقني كافة مع الجهات المعنية؛ لضمان تكامل الإجراءات وسرعة إنهاء تسجيل الخصائص الحيوية لضيوف الرحمن بشكل فعّال ويما يضمن الكفاءة والسرعة. وتهدف جهود “سدايا” في حج هذا العام إلى التكامل مع القطاعات الحكومية كافة ذات العلاقة بالحج؛ لتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن تنفيذًا لتوجيهات القيادة الرشيدة التي تؤكد على بذل أقصى ما يمكن لخدمة الحجاج في إطار مستهدفات برنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد برامج رؤية المملكة 2030. وتشارك العديد من الكوادر النسائية السعودية من منسوبات وزارة الداخلية في مبادرة “طريق مكة” بالتواجد في عدة مطارات دولية، خدمة لضيوف الرحمن وتسهيل وتيسير فريضة الحج بكل طمأنينة.