من تهامة إلى الحجاز .

هذي (تِهامَةُ) لليوث مَآسِدُ فإذا خَطَرَتَ فكلُّ جَفْنٍ راصِدُ وهناك تختال الظباء شواردًا فقلوب كلِّ الناظرين شَوارِدُ وعيونهنَّ بواترٌ، كم مغرَمٍ صادتْهُ لما قال: «إني صائدُ»؟! ودَّعْتُ تلك الأرض.. ما أحلَى الرُّبَا لا عن قِلَى، إنّ الحياة مقاصِدُ ومضيتُ.. راحلتي تُـخِبُّ، ورحلتي طالت مسيرتُها، ودربيْ صاعدُ لم أستَفِقْ إلا بأرضٍ أُتْـخِمَتْ شَهْدًا، ثَراها شاهدٌ ومَشاهِد في كل زاويةٍ أرَى إشراقةً في كلِّ منعطفٍ تلوحُ قصائدُ والذكريات تَـمورُ في ساحاتها فالمجد يَخْطُبُ، والهداية قائدُ ما بين (أجيادٍ) وبين (حُجُونـِها) رَكضَ الجوادُ، وفي يديهِ مَقالِدُ ما بين (خَنْدَمَةٍ) وبين (حِرائها) قمرٌ تَدَلَّى، والسماء موائدُ مِن سفح (ثَورِ) هَبَّ ليثٌ خادِرُ ومسيرةٌ وَثَبَتْ، وفجرٌ واعِدُ والنور قد غَمَرَ الرَّوابي مُورِقًا ولهُ من الحقِّ المبين روافدُ هذى ديار الأكرمين ترابها تِبْرٌ، ورائدُ دعوةٍ، ومجاهدُ أَمسيتُ في أرض (الحجازِ) فلا تَسَلْ عن جَنّةٍ يَهفو إليها القاصدُ وبحثتُ في أكنافها عن لذَّةٍ أَشهَى اللذاذةِ إخوةٌ ومحامدُ فظَفِرْتُ في أغلَى الديار برفقةٍ ما فيهمُ إلا وفيٌّ راشدُ أخلاقُهُ كالـمُـزْنِ إلا أنها شَهْدٌ، ومَعدِنُهُ النُّضارُ الخالدُ يَزدادُ مِن صَفْوِ الإخاءِ ويَـرتوِي عنوانُهُ الأخلاقُ، ليس يُــزايِدُ يَهوَى التَّميزَ والعطاءَ مُبادِرٌ هو للصِّحاب مساعِدٌ ومُسانِدُ رَسَمَتْ مُـحَيَّاهُ ابتسامةُ صادقٍ ويـَمِينُــهُ بالجود بَـحرٌ رافِدُ